بعضها«امّ سلمة»كما مرّ فيها،و في بعضها«زينب»كما مرّ أيضا،و في هذا الخبر «فاطمة»هذه.
و كيف كان:فروى أبو الفرج أنّ الحسن بن الحسن خطب إلى عمّه الحسين عليه السّلام و سأله أن يزوّجه إحدى ابنتيه،فقال له الحسين عليه السّلام:اختر يا بنيّ أحبّهما إليك،فاستحيى الحسن و لم يحر جوابا،فقال له الحسين عليه السّلام:فإنّي اخترت لك ابنتي فاطمة،فهي أكثرهما شبها بامّي فاطمة بنت الرسول...الخ [1].
و مثله الإرشاد،و زاد:و لمّا مات الحسن بن الحسن ضربت زوجته فاطمة على قبره فسطاطا و كانت تقوم الليل و تصوم النهار،و كانت تشبه بالحور العين لجمالها،فلمّا كان رأس السنة قالت لمواليها:إذا أظلم الليل فقوّضوا هذا الفسطاط، فلمّا أظلم الليل سمعت قائلا يقول:«هل وجدوا ما فقدوا»فأجابه آخر:بل يئسوا فانقلبوا [2].
فاطمة بنت الرسول صلّى اللّه عليه و اله و سلّم
قال:مع اعتراف العامّة بكونها سيّدة نساء العالمين توقّف بعض المعاندين في كونها أفضل من عائشة...الخ.
أقول:التفضيل يحتمل في المتناسبين لا المتضادّين،و إنّما يصحّ هنا أن يقال:
هل تستوي الظلمات و النور.
و أين من شهد القرآن بعصمتها في قوله تعالى: إِنَّمٰا يُرِيدُ اللّٰهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ممّن شهد القرآن بكفرها في قوله عزّ اسمه:
ضَرَبَ اللّٰهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَ امْرَأَتَ لُوطٍ... الآية فقرأها لها إمامهم الثالث و ما قدرت أن تنكر عليه بل قرّرته،و اعترف به إمامهم في التفسير الزمخشري في كشّافه،كما عرفت في عنوانها.