بيده إلى أن مات.فسأله المأمون عن حاله،قال:لمّا صاح بي أبو جعفر عليه السلام فزعت فزعة لا افيق منها أبدا [1].
و روى الأغاني:أنّ دعبلا لمّا قال في إبراهيم بن المهدي عمّ المأمون:
إن كان إبراهيم مضطلعا بها فلتصلحنّ من بعده لمخارق قال المأمون لدعبل:غفرت لك جميع ما هجوتني به لهذا البيت [2].
مختار بن أبي عبيد الثقفي
قال:روى الكشّي عن حمدويه،عن يعقوب،عن ابن أبي عمير،عن هشام بن المثنّى،عن سدير،عن أبي جعفر عليه السلام قال:لا تسبّوا المختار،فإنّه قتل قتلتنا، و طلب بثأرنا،و زوّج أراملنا،و قسّم المال فينا على العسرة.
و عن محمّد بن الحسن و عثمان بن حامد،عن محمّد بن يزداد،عن محمّد بن الحسين،عن موسى بن يسار،عن عبد اللّه بن الزبير،عن عبد اللّه بن شريك قال:
دخلنا على أبي جعفر عليه السلام يوم النحر و هو متّك و قد أرسل إلى الحلاّق،فقعدت بين يديه إذ دخل عليه شيخ من أهل الكوفة،فتناول يده ليقبّلها فمنعه،ثمّ قال:من أنت؟قال:أنا أبو محمّد الحكم بن المختار بن أبي عبيد-و كان متباعدا عن أبي جعفر عليه السلام-فمدّ يده إليه حتّى كاد يقعده في حجره بعد منعه يده،ثمّ قال:
أصلحك اللّه!إنّ الناس قد أكثروا في أبي و قالوا،و القول و اللّه قولك.قال:و أيّ شيء يقولون؟قال،يقولون:كذّاب!و لا تأمرني بشيء إلاّ قبلته،فقال:سبحان اللّه! أخبرني أبي:و اللّه إنّ مهر أمّي كان ممّا بعث به المختار،أو لم يبن دورنا و قتل قاتلنا و طلب بدمائنا؟رحمه اللّه؛و أخبرني و اللّه أبي:أنّه كان ليقيم عند فاطمة بنت عليّ عليه السلام يمهّد لها الفراش و يثني لها الوسائد،و منها أصاب الحديث؛رحم اللّه أباك!رحم اللّه أباك!ما ترك لنا حقّا عند أحد إلاّ طلبه،قتل قتلتنا و طلب بدمائنا.