بين الرواية عن تحديث و عن إجازة فرق،فيشترط في الاولى الملاقاة و قابلية الفهم،و لا يشترطان في الثانية،بل لا يشترط فيها الوجود،فيمكن أن يجيز للطبقات الآتية.
أمّا الأوّل: فقد قال عليّ بن الحسن بن فضّال:«كنت اقابل أبي و سنّي ثمان عشرة سنة بكتبه،و لا أفهم إذ ذاك الروايات،و لا أستحلّ أن أرويها عنه»قال النجاشي:روى عن أخويه عن أبيه.
و أمّا الثاني: فقد قال أبو غالب الزراري في رسالته إلى ابن ابنه أبي طاهر محمّد بن عبد اللّه:«و كان مولدك في قصر عيسى ببغداد سنة 352،و قد خفت أن يسبق أجلي إدراكك و تمكنك من سماع الحديث و تمكني من حديثك بما سمعته و أن افرّط في شيء من ذلك،كما فرّط جدّي و خال أبي أن لم يجذباني إلى سماع جميع حديثهما مع ما شاهداه من رغبتي في ذلك،و لم يبق في وقتي من آل أعين أحد يروي الحديث و يطلب علما،و شححت على أهل هذا البيت الذي لم يخل من محدّث أن يضمحل ذكرهم و يندرس رسمهم و يبطل حديثهم من أولادهم،و قد بيّنت لك آخر كتابي هذا أسماء الكتب التي بقيت عندي من كتبي و ما حفظت اسناده،فان كان قد غاب عنّي شرحت لك ممّن سمعت ذلك،و أجزت لك خاصة روايتها عنّي»إلى أن قال:«و عملت هذه الرسالة سنة 356» [1]
و نقل النجاشي في أحمد بن عامر الذي كان من أصحاب الرضا