«ثقة».و قال:مرّ في إبراهيم بن عبدة التوقيع الوارد إليه منه-عليه السلام- المشتمل على الدعاء و المدح له.قال:و من الغريب!أنّ النقد قال:«إنّ التوقيع يتضمّن العتب و ذمّ سيرته،و إن كان يشتمل على مدحه و الدعاء له مرّة بعد مرّة»قال:فان أراد قوله-عليه السلام-:«و لقد كانت منكم امور في أيّام الماضي-عليه السلام-إلى أن مضى لسبيله-صلّى اللّه على روحه-و في أيّامي هذه كنتم بها غير محمودي الرأي»فهو يدلّ على ذمّ سيرته سابقا و أنّه خرج عن تلك السيرة.و إن أراد قوله-عليه السلام-:«أنتم في غفلة عمّا إليه معادكم» فلا دلالة له،لأنّه لا نهاية لمراتب الطاعة.
أقول:بل أراد قوله«عليه السلام-:«فأين يتاه بكم!و أين تذهبون كالأنعام على وجوهكم!عن الحقّ تصدفون،و بالباطل تؤمنون،و بنعمة اللّه تكفرون؛فمن يؤمن ببعض الكتاب و يكفر ببعض،فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي».
و الصواب في الجواب أن يقال:إنّ ذلك من باب«إيّاك أعني و اسمعي يا جارة»في إرادة قومه دونه و إن كان الخطاب معه؛و الدليل عليه قوله -عليه السلام-في صدر الكتاب على رواية التحف:«فأتمّ اللّه عليك يا إسحاق و على من كان مثلك ممّن قد رحمه اللّه و بصّره بصيرتك و نعمه،و قدر تمام نعمته دخول الجنّة» [1].
و على رواية الكشّي«فأتمّ اللّه عليكم بالحقّ و من كان مثلك ممّن قد رحمه اللّه و بصّره بصيرتك و نعمه.و قدر تمام نعمته دخول الجنّة»و من الأوّل يعلم مواقع تحريف الثاني.
قال المصنّف:يعرف برواية أبي إسحاق و محمّد بن عبد اللّه بن واسع عنه.