لكم إبراهيم بن عبدة ليدفع النواحي و أهل ناحيتك حقوقي الواجبة عليكم إليه و جعلته ثقتي و أميني عند موالي هناك،فليتّقوا اللّه و ليراقبوا و ليؤدّوا الحقوق، فليس لهم عذر في ترك ذلك و لا تأخيره؛و لا أشقاهم اللّه بعصيان أوليائه و رحمهم اللّه و إيّاك معهم برحمتي لهم،إنّ اللّه واسع كريم» [1].
أقول:روى الكشّي التوقيعين في عنوان«ما روي في عبد اللّه بن حمدويه البيهقي،و إبراهيم بن عبدة النيسابوري»لاستفادة حالهما منهما،و التوقيعان محرّفان.
أمّا الأوّل: فلأنّه لا معنى لأن يقال:«كتب إلى إبراهيم الخ»فيكتب إلى إبراهيم في إبراهيم،و يكتب كتابي إليه كتابي،فالأوّل:كتوصية الشخص بنفسه،و الثاني:كاثبات الشيء لنفسه.
و الظاهر أنّ الأصل«كتب إلى عبد اللّه بن حمدويه،و الكتاب الّذي ورد على إبراهيم بن عبدة».
و أمّا الثاني: فلأنّه لا معنى لقوله:«برحمتى لهم»فانّ اللّه تعالى هو الّذي يرحم،و الظاهر أنّ الأصل«بطلب رحمتي لهم».
و نقل المصنّف أيضا التوقيع الطويل الّذي رواه الكشّي في عنوان هذا مع إسحاق بن إسماعيل النيسابوري و المحمودي و العمري و البلالي و الرازي؛ و نقتصر منه على محلّ الحاجة،و هو قوله فيه:«و كلّ من قرأ كتابنا هذا من موالي من أهل بلدك و من هو بناحيتك و نزع عمّا هو عليه من الانحراف إلى الحقّ، فليؤدّ حقوقنا إلى إبراهيم بن عبدة،و ليحمل ذلك إبراهيم بن عبدة إلى الرازي(رض)أو إلى من يسمّي له الرازي،فانّ ذلك عن أمري و رأيي،إن شاء اللّه تعالى».