أدرك النبيّ-صلّى اللّه عليه و آله-مسلما،و لو كان عدّ من قتل ببدر في مقتوليه -عليه السلام-من الصحابة كان عليه عدّ أبي جهل و عتبة و شيبة و باقي من قتل من الكفّار فيهم.و إنّما هو لم يتفطّن لمراد الشيخ،فعدّ أوّلا أبانا هذا و إخوته الثلاثة-خالد و عتبة و عمر الذين أسلموا مثله-في الصحابة،ثمّ استأنف الكلام في أخيه الرابع:العاص الذي لم يسلم،فقال:و العاص بن سعيد قتله -عليه السلام-ببدر،و هو معنى صحيح؛إلا أنّ الشيخ إذا كان أراد ذكر بني سعيد من أسلم منهم و من بقي منهم على الكفر كان عليه استقصائهم،و لم يستقصهم،فكان من مسلميهم:سعيد بن سعيد استشهد يوم الطائف؛و من كافريهم:أحيحة قتل يوم الفجار،و عبيدة قتل أيضا يوم بدر؛كما أنّه حرّف من المسلمين عبد اللّه ب«عتبة»و عمروا ب«عمر»اللهم إلا أن يكون من تصحيف النسخة،و يشهد له قوله:«و أخوه»و الصحيح«و إخوته».
قال في الاستيعاب:كان لسعيد ثمانية بنين،ثلاثة منهم ماتوا على الكفر:أحيحة قتل يوم الفجار،و به كان يكنّى أبوه،و العاصي و عبيدة قتلا ببدر،قتل العاصي علي-عليه السلام-و قتل عبيدة الزبير.و خمسة أدركوا الإسلام،و صحبوا النبيّ-صلّى اللّه عليه و آله-خالد و عمرو و سعيد و أبان و الحكم؛إلا أنّ الحكم غيّر النبيّ-صلّى اللّه عليه و آله-اسمه،فسمّاه عبد اللّه.
و من الاستيعاب يظهر:أنّ قول الشيخ في الرجال:«و العاص»إن لم يكن تصحيفا من النسّاخ يكون تحريفا منه،و أنّ الصحيح«العاصي».
لكن في أنساب البلاذري أيضا«العاص»بدون الياء.
و قال في الاستيعاب أيضا:أبان،هذا،هو الذي تولّى إملاء مصحف عثمان على زيد بن ثابت،أمرهما بذلك عثمان،ذكر ذلك ابن شهاب عن خارجة بن ثابت عن أبيه.