نام کتاب : إثارة التّرغيب والتّشويق إلى المساجد الثّلاثة والبيت العتيق نویسنده : الخوارزمي، محمد بن إسحاق جلد : 1 صفحه : 368
المهاجرون المدينة استنكروا الماء وكانت لرجل من غفار عين يقال لها : رومة
، وكان يبيع منها القربة بمد ، فقال له رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «هل تبيعها بعين فى الجنة»؟ ، فقال : يا رسول الله
ليس لى ولعيالى عين غيرها لا أستطيع ذلك ، فبلغ ذلك عثمان بن عفان ، فاشتراها
بخمسة وثلاثين ألف درهم ، فأتى النبى صلىاللهعليهوسلم فقال : أتجعل لى مثل الذى جعلت له عينا فى الجنة ، وإنى
اشتريتها ، قال : «نعم» قال : فقد اشتريتها وجعلتها للمسلمين [١].
وروى الزّبير
أن النبى صلىاللهعليهوسلم قال : «نعم الصدقة صدقة عثمان» [٢] يعنى : بئر رومة.
وفى صحيح
البخارى من حديث أبى عبد الرحمن السلمى : أن عثمان حين حوصر أشرف على الناس وقال :
أنشدكم ولا أنشد إلا أصحاب النبى صلىاللهعليهوسلم ، ألستم تعلمون أن النبى صلىاللهعليهوسلم قال : من يحفر بئر رومة فله الجنة فحفرتها ، ألستم
تعلمون أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : من جهز جيش العسرة فله الجنة فجهزتهم؟ فصدقوه بما
قال [٣].
وقال رسول الله
صلىاللهعليهوسلم : «نعم الحفيرة حفيرة المزنى» [٤] يعنى : بئر رومة.
قال المطرى :
وقد خربت هذه البئر ـ يعنى : بئر رومة ـ ونقضت حجارتها وأخذت وانطمّت ولم يبق
اليوم إلا أثرها. ولكن ينبغى أن تعلم أنها جددت بعد ذلك ورفع بنيانها عن الأرض نحو
نصف قامة والآن ماؤها غير حلو جدا ، أحياها الإمام المفتى المتقى القاضى شهاب
الدين أحمد بن محمد بن محب الدين الطبرى قاضى مكة المشرفة فى سنة خمسين وسبع مائة
فتناوله عموم الحديث.
ومنها : بئر
أخرى قد حوط عليها ببناء مجصص وكان شفيرها حوض لم يزل أهل المدينة يتبركون بها
ويشربون من مائها وينقل ماؤها إلى الآفاق كماء زمزم بل ويسمونها زمزم ، ولعل هذه
البئر هى التى احتفرتها فاطمة بنت الحسين بن على
[١]أخرجه : السمهودى
فى وفاء الوفا ٣ / ٩٦٩ ، وعزاه للبغوى فى الصحابة ، وذكره الهندى فى كنز العمال ٥
/ ٩.
[٢]أخرجه : ابن شبه
فى تاريخ المدينة ١ / ١٥٤ ، والسمهودى فى وفاء الوفا ٣ / ٩٦٨.
[٣]أخرجه : ابن شبه
فى تاريخ المدينة ١ / ١٥٣ ، والسمهودى فى وفاء الوفا ٣ / ٩٦٧.