نام کتاب : إثارة التّرغيب والتّشويق إلى المساجد الثّلاثة والبيت العتيق نویسنده : الخوارزمي، محمد بن إسحاق جلد : 1 صفحه : 341
ثم يأتى المنبر
فيقف عنده ويدعو ويصلى ؛ فقد روى أن الدعاء هنالك مستجاب.
ثم يأتى إلى
الأسطوانة الحنانة التى احتضنها رسول الله صلىاللهعليهوسلم فيحتضنها ؛ لأنه السنة ؛ لما روى أنه صلىاللهعليهوسلم كان يستند إلى جذع ويخطب ، ثم اتخذ المنبر وكان يقوم عليه ، فحنّت التى
كان يستند إليها حنينا سمعه أهل المسجد ، فأتاها رسول الله صلىاللهعليهوسلم فمسها فسكنت ـ وفى رواية أنس رضى الله عنه : احتضنها فسكنت ـ وقال : «لو
لم أحتضنه ـ يعنى الجذع ـ لحنّ إلى يوم القيامة» [١].
واعلم أن هذا
الجذع ليس له اليوم عين ولا أثر ؛ فقد روى : أن أبى بن كعب ـ رضى الله عنه ـ أخذه
لما غير المسجد وهدم فكان عنده فى بيته حتى بلى وأكلته الأرضة وعاد رفاة. ولكن
اليوم فى موضعها أخرى تزار تبركا بها ، وهذا تمام الزيارة وآخرها فى مسجد رسول
الله صلىاللهعليهوسلم.
وليجتهد أن
يبيت فى مسجد رسول الله صلىاللهعليهوسلم ويحيى ليلته فيه بقراءة القرآن وذكر الله تعالى ، ويكثر
من الاختلاف إلى القبر المطهر والحظيرة فى كل ساعة من ساعات الليل ، ويدعو تارة
سرا وتارة جهرا. ويدعو لمن أحب من إخوانه وأولاده فى دعائه ، وليكن الزائر قوى
الرجاء حسن الظن ، ملاحظا لما لرسول الله صلىاللهعليهوسلم عند الله تعالى من عريض الجاه وعظيم الحرمة. متصورا لما
جبل عليه الصلاة والسلام من الرأفة والرحمة والشفاعة.
مسنده ٢ / ٢٤٦ ، ٣٧٦
، البيهقى فى السنن ٥ / ٢٤٧ ، الطبرانى فى الصغير ٢ / ١٢٢ ، البيهقى فى الشعب (٤١٤٦)
، عبد الرزاق فى مصنفه (٥٢٤٣) ، أبو نعيم فى الحلية ٣ / ٢٦ ، ٢٦٤.
[١]أخرجه : أحمد فى
مسنده ١ / ٢٤٩ ، ٢٦٣ ، ابن ماجه (١٤١٥) ، الدارمى (٣٩) ، أبو نعيم فى دلائل النبوة
(ص : ١٤٢). وفى هذه الأحاديث دليل على أن الجمادات
قد يخلق الله لها إدراكا كأشرف الحيوانات.
نام کتاب : إثارة التّرغيب والتّشويق إلى المساجد الثّلاثة والبيت العتيق نویسنده : الخوارزمي، محمد بن إسحاق جلد : 1 صفحه : 341