نام کتاب : إثارة التّرغيب والتّشويق إلى المساجد الثّلاثة والبيت العتيق نویسنده : الخوارزمي، محمد بن إسحاق جلد : 1 صفحه : 340
ثم يرجع ويقف
عند رأس النبى صلىاللهعليهوسلم بين القبر والمنبر على الوجه الذى وقف فى الابتداء [١] ، ويستقبل القبلة ويحمد الله تعالى ، ويكثر من الصلاة
على النبى صلىاللهعليهوسلم ، ويسأل الله تعالى المغفرة والرضوان لنفسه ولوالديه
ولجميع المؤمنين ولمن أحب من إخوانه وأصدقائه وأستاذيه ومعلميه ، ثم يقول : اللهم
إنك قلت وأنت أصدق القائلين : (وَلَوْ أَنَّهُمْ
إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاؤُكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ
الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللهَ تَوَّاباً رَحِيماً)[٢] سمعنا قولك ، وأطعنا أمرك ، وقصدنا نبيك مستشفعين به
إليك بالمغفرة والرضوان ، ربنا اغفر لنا ولآبائنا ولأمهاتنا ولإخواننا الذين
سبقونا بالإيمان ولا تجعل فى قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم.
ولو أراد أن
يزيد أو ينقص فله ذلك ؛ لأنه ليس له دعاء على سبيل التعيين ؛ بل يدعو بما تيسر له [٣]. والله الموفق لذلك.
ولا يصلى عند
القبر صلاة ، قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «اللهم لا تجعل قبرى وثنا يعبد ؛ اشتد غضب الله على
قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد» [٤].
وقال صلىاللهعليهوسلم : «لا تتخذوا قبرى عيدا» [٥] ، ولكن يجئ إلى أسطوانة التوبة ـ التى ذكرنا ـ فيصلى
عندها ركعتين ويدعو الله تعالى بالرحمة والمغفرة ، ويشكره على ما أولاه ويسأله
بلوغ ما أمله ورجاه ، ثم يقصد الروضة فيصلى فيها ما تيسر ، ويكثر من الصلاة على
النبى صلىاللهعليهوسلم والدعاء لنفسه فيها ؛ ففى الحديث المتفق عليه : «ما بين
بيتى ومنبرى روضة من رياض الجنة» [٦].
[١] ما ذكر من العود
إلى قبالة الوجه الشريف ، والتقدم إلى رأس القبر المقدس للدعاء عقب الزيارة لم
ينقل عن فعل الصحابة ، أو التابعين رضوان الله عليهم أجمعين.
[٣]انظر فى الاختصار
فى الدعاء : المجموع ٨ / ٢١٧ ، فتح القدير ٢ / ٣٣٧ ، شرح اللباب (ص : ٣٤١) ونبه
على أن لا يغفل الزائر عن الأدب وكمال التوجه سواء اختصر صيغة السلام أم لا ؛ فإن
ذلك هو الأساس.
[٤]أخرجه : أحمد فى
مسنده ٢ / ٢٤٦ ، مالك فى الموطا ١ / ١٧٢.
[٥]أخرجه : أحمد فى
مسنده ٢ / ٣٦٧ بلفظه فى ضمن حديث ، وأبو داود ٢ / ٢١٨ ، فى آخر المناسك ضمن حديث
عن أبى هريرة (زيارة القبور). بلفظ : «لا تجعلوا».
[٦]أخرجه : البخارى (١١٩٦
، ١٨٨٨) مسلم ٣ / ٤٦٩ ، الترمذى (٤١٧٢ ، ٤١٧٣) ، أحمد فى
نام کتاب : إثارة التّرغيب والتّشويق إلى المساجد الثّلاثة والبيت العتيق نویسنده : الخوارزمي، محمد بن إسحاق جلد : 1 صفحه : 340