نام کتاب : مغنى اللبيب نویسنده : ابن هشام الأنصاري جلد : 1 صفحه : 82
ظلمكم فى الدنيا ، وهل هذه حرف بمنزلة لام العلة أو ظرف والتعليل مستفاد من
قوة الكلام لامن اللفظ ؛ فإنه إذا قيل : ضربته إذ أساء ، وأريد [بإذ] الوقت اقتضى
ظاهر الحال أن الإساءة سبب الضرب؟ قولان ، وإنما يرتفع السؤال على القول الأول ؛
فإنه لو قيل : «لن ينفعكم اليوم وقت ظلمكم الاشتراك فى العذاب» لم يكن التعليل
مستفادا ؛ لاختلاف زمنى الفعلين ، ويبقى إشكال فى الآية ، وهو أن إذ لا تبدل من
اليوم لاختلاف الزمانين ، ولا تكون ظرفا لينفع ؛ لأنه لا يعمل فى ظرفين ، ولا
لمشتركون ؛ لأن معمول خبر الأحرف الخمسة لا يتقدم عليها ولأن معمول الصلة لا يتقدم
على الموصول ، ولأن اشتراكهم فى الآخرة لا فى زمن ظلمهم.
أى إن لنا
حلولا فى الدنيا وإن لنا ارتحالا عنها إلى الآخرة ، وإن فى الجماعة الذين ماتوا
قبلنا إمهالا لنا ، لأنهم مضوا قبلنا وبقينا بعدهم ، وإنما يصح ذلك كله على القول
بأن إذ التعليلية حرف كما قدمنا.
والجمهور لا
يثبتون هذا القسم ، وقال أبو الفتح : راجعت أبا على مرارا فى قوله تعالى : (وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ
ظَلَمْتُمْ) الآية ، مستشكلا إبدال إذ من اليوم ، فآخر ما تحصّل منه
أن الدنيا والآخرة متصلتان ، وأنهما فى حكم الله تعالى سواء ، فكأن اليوم ماض ، أو
كأن إذ مستقبلة ، انتهى.
نام کتاب : مغنى اللبيب نویسنده : ابن هشام الأنصاري جلد : 1 صفحه : 82