نام کتاب : مغنى اللبيب نویسنده : ابن هشام الأنصاري جلد : 1 صفحه : 56
٧٩ ـ رأت رجلا أيما إذا الشّمس عارضت
فيضحى ،
وأيما بالعشىّ فيخصر
وهو حرف شرط
وتفصيل وتوكيد.
أما أنها شرط
فيدل لها لزوم الفاء [١] بعدها ، نحو (فَأَمَّا الَّذِينَ
آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ ، وَأَمَّا الَّذِينَ
كَفَرُوا فَيَقُولُونَ) الآية ، ولو كانت الفاء للعطف لم تدخل على الخبر ، إذ
لا يعطف الخبر على مبتدئه ، ولو كانت زائدة لصح الاستغناء عنها ، ولما لم يصح ذلك
وقد امتنع كونها للعطف تعين أنها فاء الجزاء فإن قلت : قد استغنى عنها فى قوله :
فإن قلت : قد
حذفت [٢] فى التنزيل فى قوله تعالى (فَأَمَّا الَّذِينَ
اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ).
قلت : الأصل :
فيقال لهم أكفرتم ، فحذف القول استغناء عنه بالمقول فتبعته الفاء فى الحذف ، وربّ
شىء يصح تبعا ولا يصح استقلالا ، كالحاج عن غيره يصلّى عنه ركعتى الطواف ، ولو صلى
أحد عن غيره ابتداء لم يصح على الصحيح ، هذا قول الجمهور.
وزعم بعض
المتأخّرين أن فاء جواب «أمّا» لا تحذف فى غير الضرورة أصلا ، وأن الجواب فى الآية
(فَذُوقُوا الْعَذابَ) والأصل : فيقال لهم ذوقوا ، فحذف القول وانتقلت الفاء
إلى المقول ، وأن ما بينهما اعتراض ، وكذا قال فى آية الجاثية (وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا أَفَلَمْ
تَكُنْ آياتِي تُتْلى عَلَيْكُمْ) الآية ، قال :