وزعم الأخفش
أنها تزاد فى غير ذلك ، وأنها تنصب المضارع كما تجر من والباء الزائدتان الاسم ،
وجعل منه (وَما لَنا أَلَّا
نَتَوَكَّلَ عَلَى اللهِ)(وَما لَنا أَلَّا نُقاتِلَ فِي سَبِيلِ
اللهِ) وقال غيره : هى فى ذلك مصدرية ، ثم قيل : ضمن ما لنا
معنى ما منعنا ، وفيه نظر ؛ لأنه لم يثبت إعمال الجار والمجرور فى المفعول به ،
ولأن الأصل أن لا تكون لا زائدة ، والصواب قول بعضهم : إن الأصل وما لنا فى أن لا
نفعل كذا ، وإنما لم يجز للزائدة أن تعمل لعدم أختصاصها بالأفعال ؛ بدليل دخولها
على احرف وهو لو وكأنّ فى البيتين [٢] ، وعلى الاسم وهو ظبية فى البيت السابق [٣] بخلاف حرف الجر الزائد ؛ فإنه كالحرف المعدّى فى
الاختصاص بالاسم ؛ فلذلك عمل فيه.
مسألة ـ ولا
معنى لأن الزائدة غير التوكيد كسائر الزوائد ، قال أبو حيان : وزعم الزمخشرى أنه
ينجر مع التوكيد معنى آخر ، فقال فى قوله تعالى (وَلَمَّا أَنْ جاءَتْ
رُسُلُنا لُوطاً سِيءَ بِهِمْ)
: دخلت أن فى هذه
القصة ولم تدخل فى قصة إبراهيم فى قوله تعالى (وَلَقَدْ جاءَتْ
رُسُلُنا إِبْراهِيمَ بِالْبُشْرى قالُوا سَلاماً) تنبيها وتأكيدا على أن الإساءة كانت تعقب المجىء ؛ فهى
مؤكدة فى قصة لوط للاتصال واللزوم ، ولا كذلك فى قصة إبراهيم ؛ إذ ليس الجواب فيها
كالأول ، وقال الشلوبين : لما كانت أن للسبب فى «جئت أن أعطى» أى للاعطاء أفادت
هنا أن الإساءة كانت لأجل المجىء وتعقبه ، وكذلك فى قولهم «أما والله أن لو فعلت
لفعلت» أكدت أن ما بعد لو وهو السبب فى الجواب ، وهذا لذى ذكراه لا يعرفه كبراء
النحويين ، انتهى.
والذى رأيته فى
كلام الزمخشرى فى تفسير سورة العنكبوت ما نصه : أن صلة أكدت وجود الفعلين مرتبا
أحدهما على الآخر فى وقتين متجاورين لا فاصل بينهما ،