نام کتاب : مغنى اللبيب نویسنده : ابن هشام الأنصاري جلد : 1 صفحه : 318
شرطية ، وعلى هذا فتحتاج إلى تقدير جواب ، فإن قلت «اصنع ما تصنع» أمتنعت
الشرطية ؛ لأن شرط حذف الجواب مضىّ فعل الشرط.
وتقول «ما أحسن
ما كان زيد» فما الثانية مصدرية ، وكان زيد صلتها ، والجملة مفعول ، ويجوز عند من
جوز إطلاق ما على آحاد من يعلم أن تقدرها بمعنى الذى ، وتقدر كان ناقصة رافعة
لضميرها وتنصب زيدا على الخبرية ، ويجوز على قوله أيضا أن تكون بمعنى الذى مع رفع
زيد ، على أن يكون الخبر ضمير ما ، ثم حذف ، والمعنى ما أحسن الذى كانه زيد ، إلا
أن حذف خبر كان ضعيف.
ومما يسأل عنه
قول الشاعر فى صفة فرس صافن : أى ثان فى وقوفه إحدى قوائمه :
٥٢٥ ـ ألف الصّفون فما يزال كأنّه
ممّا يقوم
على الثّلاث كسيرا
فيقال : كان
الظاهر رفع كسيرا خبرا لكأنّ.
والجواب أنه
خبر ليزال ، ومعناه كاسر : أى ثان ، كرحيم وقدير ، لا مكسور ضد الصحيح كجريح وقتيل
، وما مصدرية ، وهى وصلتها خبر كأنّ ، أى ألف القيام على الثلاث فلا يزال ثانيا
إحدى قوائمه حتى كأنّه مخلوق من قيامه على الثلاث ، وقيل : ما بمعنى الذى وضمير
يقوم عائد إليها ، وكسيرا حال من الضمير ، وهو بمعنى مكسور ؛ وكأنّ ومعمولاها خبر
يزال ، أى كأنه من الجنس الذى يقوم على الثلاث ، والمعنى الأول أولى.
(من) : تأتى
على خمسة عشر وجها :
أحدها : ابتداء
الغاية ، وهو الغالب عليها ، حتى ادعى جماعة أن سائر معانيها راجعة إليه ، وتقع
لهذا المعنى فى غير الزمان ، نحو (مِنَ الْمَسْجِدِ
الْحَرامِ)(إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمانَ) قال الكوفيون والأخفش والمبرد وابن درستويه : وفى
الزمان أيضا ؛
نام کتاب : مغنى اللبيب نویسنده : ابن هشام الأنصاري جلد : 1 صفحه : 318