نام کتاب : مغنى اللبيب نویسنده : ابن هشام الأنصاري جلد : 1 صفحه : 223
جار ومجرور
متعلق بوجدت ، لكن فيه تعدّى فعل الظاهر إلى ضميره المتصل كقولك «ضربه زيد» وذلك
ممتنع ؛ فينبغى أن يقدر صفة فى الأصل لسبلا فلما قدّم عليه صار حالا منه ، كما أن
قوله «إلى أرواحنا» كذلك ؛ إذ المعنى سبلا مسلوكة إلى أرواحنا ؛ ولك فى «لها» وجه
غريب ، وهو أن تقدره جمعا للهاة كحصاة وحصى ، ويكون «لها» فاعلا بوجدت ، والمنايا
مضافا إليه ، ويكون إثبات اللهوات للمنايا استعارة ، شبهت بشىء يبتلع الناس ،
ويكون أقام اللها مقام الأفواه لمجاورة اللهوات للفم
وأما اللام
العاملة للجزم فهى اللام الموضوعة للطلب ، وحركتها الكسر ، وسليم تفتحها ،
وإسكانها بعد الفاء والواو أكثر من تحريكها ، نحو (فَلْيَسْتَجِيبُوا
لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي) وقد تسكن بعد ثمّ نحو (ثُمَّ لْيَقْضُوا) فى قراءة الكوفيين وقالون والبزى ، وفى ذلك رد على من
قال : إنه خاص بالشعر.
ولا فرق فى
اقتضاء اللام الطلبية للجزم بين كون الطلب أمرا ، نحو (لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ) أو دعاء نحو (لِيَقْضِ عَلَيْنا
رَبُّكَ) أو التماسا كقولك لمن يساويك «ليفعل فلان كذا» إذا لم
ترد الاستعلاء عليه ، وكذا لو أخرجت عن الطلب إلى غيره ، كالتى يراد بها وبمصحوبها
الخبر نحو (مَنْ كانَ فِي
الضَّلالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمنُ مَدًّا)(اتَّبِعُوا سَبِيلَنا وَلْنَحْمِلْ
خَطاياكُمْ) أى فيمد ونحمل ، أو التهديد نحو (وَمَنْ شاءَ فَلْيَكْفُرْ) وهذا هو معنى الأمر فى (اعْمَلُوا ما
شِئْتُمْ) وأما (لِيَكْفُرُوا بِما
آتَيْناهُمْ وَلِيَتَمَتَّعُوا) فيحتمل اللامان منه التعليل ، فيكون ما بعدها منصوبا ،
والتهديد فيكون مجزوما ، ويتعين الثانى فى اللام الثانية فى قراءة من سكنها ، فيترجح
بذلك أن تكون اللام الأولى كذلك ، ويؤيده أن بعدهما (فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ) وأما (وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ
الْإِنْجِيلِ) فيمن قرأ بسكون اللام فهى لام الطلب ؛ لأنه يقرأ بسكون
الميم ، ومن كسر اللام ـ وهو حمزة ـ فهى لام
نام کتاب : مغنى اللبيب نویسنده : ابن هشام الأنصاري جلد : 1 صفحه : 223