نام کتاب : مغنى اللبيب نویسنده : ابن هشام الأنصاري جلد : 1 صفحه : 178
وننصر مولانا
ونعلم أنّه
كما النّاس
مجروم عليه وجارم [٩٥]
وأنت : ضمير
مرفوع أنيب عن المجرور ، كما فى قولهم : ما أنا كأنت ، والمعنى كن فيما يستقبل
مماثلا لنفسك فيما مضى.
والرابع : أن ما كافة ، وأنت : مبتدأ حذف خبره ، أى عليه أو كائن ، وقد قيل فى (كَما لَهُمْ آلِهَةٌ)
: إن ما كافة ، وزعم صاحب المستوفى أن الكاف لا تكفّ بما ،
وردّ عليه بقوله :
وإنما يصحّ
الاستدال بهما إذا لم يثبت أنّ «ما» المصدرية توصل بالجملة الاسمية.
الخامس : أن ما كافة أيضا ، وأنت : فاعل ، والأصل كما كنت ، ثم حذف كان فانفصل
الضمير ، وهذا بعيد ، بل الظاهر أن ما على هذا التقدير مصدرية.
تنبيه ـ تقع «كما» بعد الجمل كثيرا صفة فى المعنى ؛ فتكون نعتا لصدر أو حالا ،
ويحتملهما قوله تعالى (كَما بَدَأْنا
أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ) فإن قدّرته نعتا لمصدر فهو إما معمول لنعيده ، أى نعيد
أول خلق إعادة مثل ما بدأناه ، أو لنطوى ، أى نفعل هذا الفعل العظيم كفعلنا هذا
الفعل ، وإن قدرته حالا فذو الحال مفعول نعيده ، أى نعيده مماثلا للذى بدأنا ،
وتقع كلمة «كذلك» أيضا كذلك.
فإن قلت : فكيف
اجتمعت مع مثل فى قوله تعالى (وَقالَ الَّذِينَ لا
يَعْلَمُونَ لَوْ لا يُكَلِّمُنَا اللهُ أَوْ تَأْتِينا آيَةٌ ، كَذلِكَ قالَ
الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ) ومثل فى المعنى نعت لمصدر (قالَ) المحذوف ، [أى] كما أن كذلك نعت له ، ولا يتعدّى
[١] الكاف لا عمل لها
، والنشوان : مبتدأ ، والرجل معطوف عليه ، وخبر هذا المبتدأ محذوف ، والجملة خبر
أن.
نام کتاب : مغنى اللبيب نویسنده : ابن هشام الأنصاري جلد : 1 صفحه : 178