نام کتاب : مغنى اللبيب نویسنده : ابن هشام الأنصاري جلد : 1 صفحه : 128
فنقول «مررت بالقوم حتى بزيد» ذكر ذلك ابن الخباز وأطلقه ، وقيده ابن مالك
بأن لا يتعين كونها للعطف نحو «عجبت من القوم حتّى بنيهم» وقوله :
١٩٤ ـ جود يمناك فاض فى الخلق حتّى
بائس دان
بالإساءة دينا
وهو حسن ،
وردّه أبو حيان ، وقال فى المثال : هى جارة ، إذ لا يشترط فى تالى الجارة أن يكون
بعضا أو كبعض ، بخلاف العاطفة ، ولهذا منعوا «أعجبتنى الجارية حتى ولدها» قال :
وهى فى البيت محتملة ، انتهى. وأقول : إن شرط الجارة التالية ما يفهم الجمع أن
يكون مجرورها بعضا أو كبعض ، وقد ذكر ذلك ابن مالك فى باب حروف الجر ، وأقره أبو
حيان عليه ، ولا يلزم من امتناع «أعجبتنى الجارية حتى ابنها» امتناع «عجبت من القوم
حتى بنيهم» لأن اسم القوم يشمل أبناءهم ، واسم الجارية لا يشمل ابنها ، ويظهر لى
أن الذى لحظه ابن مالك أن الموضع الذى يصحّ أن تحل فيه إلى محل حتى العاطفة فهى
فيه محتملة للجارة ، فيحتاج حينئذ إلى إعادة الجار عند قصد العطف نحو «اعتكفت فى
الشّهر حتى فى آخره» بخلاف المثال والبيت السابقين ، وزعم ابن عصفور أن إعادة
الجار مع حتى أحسن ، ولم يجعلها واجبة.
تنبيه
ـ العطف بحتى
قليل ، وأهل الكوفة ينكرونه البتة ، ويحملون نحو «جاء القوم حتى أبوك ، ورأيتهم
حتى أباك ، ومررت بهم حتى أبيك» على أن حتى فيه ابتدائية ، وأن ما بعدها على إضمار
عامل.
الثالث من أوحه حتى : أن تكون حرف
ابتداء ، أى حرفا تبتدأ
بعده الجمل ، أى تستأنف ؛ فيدخل على الجملة الاسمية ، كقول جرير :
١٩٥ ـ فما زالت القتلى تمجّ دماءها
بدجلة حتّى
ماء دجلة أشكل [ص ٣٨٦]
نام کتاب : مغنى اللبيب نویسنده : ابن هشام الأنصاري جلد : 1 صفحه : 128