فالواجبة فى
نحو «أحسن بزيد» فى قول الجمهور : إن الأصل أحسن زيد بمعنى ذا حسن ، ثم غيرت صيغة
الخبر إلى الطلب ، وزيدت الباء إصلاحا للفظ ، وأما إذا قيل بأنه أمر لفظا ومعنى
وإن فيه ضمير المخاطب مستترا فالباء معدّية مثلها فى «امرر بزيد».
والغالبة فى
فاعل كفى ، نحو (كَفى بِاللهِ
شَهِيداً) وقال الزجاج : دخلت لتضمن كفى معنى اكتف ، وهو من الحسن
بمكان ، ويصححه قولهم «اتّقى الله امرؤ فعل خيرا يثب عليه» أى ليتّق وليفعل ، بدليل
جزم «يثب» ويوجبه قولهم «كفى بهند» بترك التاء ، فإن احتج بالفاصل فهو مجوز لا
موجب ، بدليل (وما نسقط من ورقة وما تخرج من ثمرة) فإن عورض بقولك «أحسن بهند»
فالتاء لا تلحق صيغ الأمر ، وإن كان معناها الخبر ، وقال ابن السراج : الفاعل ضمير
الاكتفاء ، وصحة قوله موقوفة على جواز تعلق الجار بضمير المصدر ، وهو قول الفارسى
والرمانىّ ، أجازا «مرورى بزيد حسن وهو بعمرو قبيح» وأجاز الكوفيون إعماله فى
الظرف وغيره ، ومنع جمهور البصريين إعماله مطلقا ، قالوا : ومن مجىء فاعل كفى هذه
مجردا عن الباء قول سحيم :
١٥١ ـ [عميرة ودّع إن تجهّزت غازيا]
كفى الشّيب
والإسلام للمرء ناهيا
نام کتاب : مغنى اللبيب نویسنده : ابن هشام الأنصاري جلد : 1 صفحه : 106