responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الممتع في التّصريف نویسنده : ابن عصفور    جلد : 1  صفحه : 289

فالجواب : أنّ الذي منع من ذلك أنه ليس من أبنية كلامهم «فعّل». فأما «شلّم» [١] و «بذّر» [٢] و «بقّم [٣] فأعجميات».

وقد مدّ بعضهم فقال «العوّاء» وهو قليل ، ويحتمل ذلك ضربين من الوزن.

أحدهما : أن يكون «فعلاء» والأصل «عوياء» ، فقلبت الياء واوا وأدغمت الواو في الواو. وإنما قلبوا الياء واوا في «فعلاء» الممدودة ، وليس قياسها ذلك ، لأن الأصل والأكثر فيه القصر. وكأنهم لمّا مدّوه من قصر أبقوا الواو فيه المنقلبة عن الياء ، تنبيها على أنّ المدّ فيه عارض ، كما صحّ «عور» لأنه في معنى «اعورّ». ويكون قلبهم الياء واوا فيه شذوذا كما قالوا «عوى الكلب عوّة» ، والأصل «عوية» فقلبت الياء واوا. حكى ذلك ابن مقسم عن ثعلب.

والآخر : أن يكون «فعّالا» ، وكأنه في الأصل «عوّاي» ، ثم قلبت الياء همزة لتطرّفها ووقوعها بعد ألف زائدة ، فصار «عوّاء». وكأنه ذهب به إلى معنى المنزل ولذلك ذكّر ، وذهب بـ «عوّى» المقصورة إلى معنى المنزلة ولذلك أنّثت.

وأما ريّا التي يراد بها الرائحة ، من قوله :

إذا التفتت نحوي تضوّع ريحها

نسيم الصّبا جاءت بريّا القرنفل [٤]

فصفة من معنى «رويت». وكان الأصل فيه «رائحة ريّا» أي : ممتلئة طيبا. ولو كانت اسما لكانت «روّى» ، لأنّ أصلها «رويا» ، فكنت تبدل الياء واوا كما فعلت ذلك في «عوّى» ، ثم تدغم الواو في الواو. فلمّا لم يقولوا ذلك علمنا أنها صفة أصلها «رويا» فاجتمعت الواو والياء وسبقت إحداهما بالسكون ، فقلبت الواو ياء وأدغمت الياء في الياء.

فإن قيل : فهلّا ادّعي أنّ «ريّا» اسم وأنها في الأصل «رييا» ، فيكون من باب ما عينه ولامه ياء ، ثم قلبت اللّام واوا فصار «ريوى» ، ثم اجتمع ياء وواو وسبقت إحداهما بالسكون ، فقلبت الواو ياء وأدغمت الياء في الياء؟.


[١] شلّم : اسم بيت المقدس. انظر القاموس المحيط للفيروز آبادي ، مادة (شلم).

[٢] بذّر : ماء معروف بمكة. انظر لسان العرب لابن منظور ، مادة (بذر).

[٣] البقّم : صبغ معروف. انظر لسان العرب لابن منظور ، مادة (بقم).

[٤]البيت من البحر الطويل ، وهو لامرئ القيس في ديوانه ص ١٥ ، وخزانة الأدب للبغدادي ٣ / ١٦٠ ، ورصف المباني للمالقي ص ٣١٢ ، والمنصف لابن جني ٣ / ٢٠ ، ولسان العرب لابن منظور ، مادة (قرنفل) ، وبلا نسبة في الأشباه والنظائر للسيوطي ١ / ٣٤٣ ، ومغني اللبيب لابن هشام ٢ / ٦١٧.

نام کتاب : الممتع في التّصريف نویسنده : ابن عصفور    جلد : 1  صفحه : 289
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست