جماع ما فى هذا
أن البدل أشبه بالمبدل منه من العوض بالمعوّض منه. وإنما يقع البدل فى موضع المبدل
منه ، والعوض لا يلزم فيه ذلك ؛ ألا تراك تقول فى الألف من قام : إنها بدل من
الواو التى هى عين الفعل ، ولا تقول فيها : إنها عوض منها ، وكذلك يقال فى واو جون
وياء مير : إنها بدل للتخفيف من همزة جؤن ومئر [١] ، ولا تقول : إنها عوض منها. وكذلك تقول فى لام غاز ،
وداع : إنها بدل من الواو ، ولا تقول : إنها عوض منها. وتقول فى العوض : إن التاء
فى عدة ، وزنة ، عوض من فاء الفعل ، ولا تقول : إنها بدل منها. فإن قلت ذاك فما
أقلّه! وهو تجوّز فى العبارة. وسنذكر لم ذلك. وتقول فى ميم (اللهمّ) : إنها عوض من
(يا) فى أوّله ، ولا تقول : بدل. وتقول فى ياء زنادقة : إنها عوض من ياء زناديق ،
ولا تقول : بدل. وتقول فى ياء (أينق) : إنّها عوض من عين (أنوق) فيمن جعلها أيفل ،
ومن جعلها عينا مقدّمة مغيّرة إلى الياء ، جعلها بدلا من الواو.
فالبدل أعمّ
تصرّفا من العوض. فكل عوض بدل ، وليس كل بدل عوضا.
وينبغى أن تعلم
أن العوض من لفظ (عوض) ـ وهو الدهر ـ ومعناه ؛ قال الأعشى :