وهو على ضربين
: أحدهما ما لا نظر فيه ؛ والآخر محتاج إلى النظر.
الأوّل منهما
نحو قولك : هذه عشرىّ ، وهؤلاء مسلمىّ. فقياس هذا على قولك : عشروك ومسلموك أن
يكون أصله عشروى ومسلموى ، فقلبت الواو ياء لأمرين كلّ واحد منهما موجب للقلب ،
غير محتاج إلى صاحبه للاستعانة به على قلبه : أحدهما اجتماع الواو والياء وسبق
الأولى منهما بالسكون ؛ والآخر أن ياء المتكلّم أبدا تكسر الحرف الذى قبلها إذا
كان صحيحا ، نحو هذا غلامى ، ورأيت صاحبى ؛ وقد ثبت فيما قبل أن نظير الكسر فى
الصحيح الياء فى هذه الأسماء ؛ نحو مررت بزيد ، ومررت بالزيدين ، ونظرت إلى
العشرين. فقد وجب إذا ألا يقال : هذه عشروى بالواو ، كما لا يقال : هذا غلامى بضمّ
الميم. فهذه علّة غير الأولى فى وجوب قلب الواو ياء فى عشروى وصالحوى ونحو ذلك ،
وأن يقال عشرىّ بالياء البتّة ؛ كما يقال هذا غلامى بكسر الميم البتّة.
ويدلّ على وجوب
قلب هذه الواو إلى الياء فى هذا الموضع من هذا الوجه ولهذه العلّة لا للطريق
الأوّل ـ من استكراههم إظهار الواو ساكنة قبل الياء ـ أنهم لم يقولوا : رأيت فاى ،
وإنما يقولون : رأيت فى. هذا مع أنّ هذه الياء لا ينكر أن تأتى بعد الألف ؛ نحو
رحاى وعصاى ؛ لخفّة الألف ، فدلّ امتناعهم من إيقاع الألف قبل هذه الياء على أنه
ليس طريقه طريق الاستخفاف والاستثقال ، وإنما هو لاعتزامهم ترك الألف والواو قبلها
؛ كتركهم الفتحة والضمّة قبل الياء فى الصحيح ؛ نحو غلامى ودارى.
فإن قيل : فأصل
هذا إنما هو لاستثقالهم الياء بعد الضمة لو قالوا : هذا غلامى ، قيل : لو كان لهذا
الموضع البتّة ، لفتحوا ما قبلها ؛ لأن الفتحة على كل حال أخفّ قبل الياء من
الكسرة ، فقالوا : رأيت غلامى. فإن قيل : لمّا تركوا الضمّة هنا وهى علم للرفع
أتبعوها الفتحة ؛ ليكون العمل من موضع واحد ، كما أنهم لمّا استكرهوا الواو بعد
الياء نحو يعد حذفوها أيضا بعد الهمزة والنون والتاء فى نحو أعد ،