شرط جزم الجواب
بعد النهي أن يصح إقامة شرط منفي موضعه. وعلامة ذلك أن يصح المعنى بتقدير : (إن لا)
نحو : (لا تدن من الأسد تسلم). فهذا يصح جزمه ، لأن المعنى : إن لا تدن من الأسد
تسلم ، بخلاف : (لا تدن من الأسد يأكلك) ، فإن هذا لا يصح جزمه ؛ لعدم صحة المعنى
بتقدير : إن لا تدن.
وهذا مذهب
الجمهور.
وأجاز «الكسائي»
جزم جواب النهي مطلقا ، ولا يشترط الشرط المتقدم بل يقدر : إن تدن من الأسد يأكلك.
وما يحتج
للكسائي به من قول «أبي طلحة» (في غزوة أحد) : «يا نبي الله بأبي أنت وأمي لا تشرف
يصبك سهم من سهام القوم» [٢].
[١] موارد المسألة : «شرح ابن الناظم» ٢٦٩ ، و «شرح الشاطبي» و «شرح
المرادي» ٤ : ٢١٤ ، و «أوضح المسالك» ٣ : ١٧٩.
[٢] أخرجه «البخاري»
في «صحيحه» في (مناقب الأنصار ـ باب مناقب أبي طلحة ـ رضياللهعنه
ـ) عن «أنس» ٤ : ٢٢٩ برواية رفع «يصيبك» أي : فإنه يصيبك ، ولأبي ذر :
«يصبك» بالجزم جواب النهي. وفي (كتاب
المغازي ـ باب (إِذْ
هَمَّتْ طائِفَتانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلا وَاللهُ وَلِيُّهُما وَعَلَى اللهِ
فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ))
٥ : ٣٣ ، و «مسلم» في «صحيحه» في (كتاب الجهاد والسّير ـ باب غزوة النساء مع
الرجال) ٥ : ١٩٦ ، برواية : «لا تشرف لا يصبك سهم» ، وانظر «عمدة القاري» ١٦ : ٢٧٤.
نام کتاب : الحديث النبوي في النحو العربي نویسنده : محمود فجال جلد : 1 صفحه : 277