نام کتاب : آراء أهل المدينة الفاضلة ومضاداتها نویسنده : الفارابي، أبو نصر جلد : 1 صفحه : 39
لوجوده ، وإن كان
ناقص الوجود ، كان معقوله في نفوسنا معقولا أنقص [١].
فإن الحركة والزمان واللانهاية والعدم وأشباهها
من الموجودات ، فالمعقول من كل واحد منها في نفوسنا معقول ناقص ، إذ كانت هي في
أنفسها موجودات ناقصة الوجود. والعدد والمثلث والمربع وأشباهها فمعقولاتها في
أنفسنا أكمل لأنها هي في أنفسها أكمل وجودا ، فلذلك كان يجب في الأول ، إذ هو في
الغاية من كمال الوجود ، أن يكون المعقول منه في نفوسنا على نهاية الكمال أيضا. ونحن
نجد الأمر على غير ذلك ، فينبغي أن نعلم أنه من جهته غير معتاص الادراك ، إذ كان
في نهاية الكمال؛ ولكن لضعف قوى عقولنا نحن ولملابستها المادة والعدم ، يعتاص
ادراكه ، ويعسر علينا تصوره ، ونضعف من أن نعقله على ما هو عليه وجوده ، فإن افراط
كماله يبهرنا ، فلا نقوى على تصوره على التمام ، كما أن الضوء هو أول المبصرات وأكملها
وأظهرها ، به يصير سائر المبصرات مبصرة ، وهو السبب في أن صارت الألوان مبصرة. ويجب
فيها أن يكون كل ما كان أتم وأكبر ، كادراك البصر له أتم. ونحن نرى الأمر على خلاف
ذلك ، فإنه كلما كان أكبر كان ابصارنا له أضعف ، ليس لأجل خفائه ونقصه ، بل هو في
نفسه على غاية ما يكون من الظهور والاستنارة؛ ولكن كماله ، بما هو نور ، يبهر
الأبصار ، فتحار الأبصار عنه.
[١] العلم يتبع
المعلوم فإذا كان المعلوم ناقصا كان علمنا به ناقصا وإذا كان تاما كان علمنا به
تاما.
نام کتاب : آراء أهل المدينة الفاضلة ومضاداتها نویسنده : الفارابي، أبو نصر جلد : 1 صفحه : 39