نام کتاب : آراء أهل المدينة الفاضلة ومضاداتها نویسنده : الفارابي، أبو نصر جلد : 1 صفحه : 154
صاحبه أن لا يروم
نزع ما في يديه إلا بشرائط ، فيصطلحان عليها. فيحدث من ذلك الشرائط الموضوعة في
البيع والشراء ، ويقارب الكرامات ثم المواساة وغير ذلك مما جانسها. وإنما يكون ذلك
عند ضعف كل من كل ، وعند خوف كل من كل. فما دام كل واحد من كل واحد في هذه الحال
فينبغي أن يتشاركا. ومتى قوي أحدهما على الآخر فينبغي أن ينقض الشريطة ويروم القهر
[١].
أو يكون الاثنان ورد عليهما من خارج شيء
على أنه لا سبيل إلى دفعه إلا بالمشاركة وترك التغالب ، فيتشاركان ريث ذلك؛ أو
يكون لكل واحد منهما همة في شيء يريد أن يغلب عليه ، فيرى أنه لا يصل إليه إلاّ
بمعاونة الآخر له وبمشاركة له. فيتركان التغالب بينهما ريث ذلك ، ثم يتعاندان.
فإذا وقع التكافؤ من الفرق بهذه الأسباب وتمادى الزمان على ذلك ، ونشأ على ذلك من
لم يدر كيف كان أول ذلك ، حسب أن العدل هو هذا الموجود الآن ، ولا يدري أنه خوف وضعف.
فيكون مغرورا بما يستعمل من ذاك. فالذي يستعمل هذه الأشياء ، إما ضعيف أو خائف أن
يناله من غيره مثل الذي يجد في نفسه من الشوق إلى فعله ، وإما مغرور [٢].
[١] العلاقات بين
الأمم تقوم على المسالمة عند تساوي القوى خوفا.
[٢] العلاقات بين
الأمم تقوم على التحالف ضد عدو مشترك.
نام کتاب : آراء أهل المدينة الفاضلة ومضاداتها نویسنده : الفارابي، أبو نصر جلد : 1 صفحه : 154