قال أطعت إمامي
ووفّيت ببعيتي. فقال له ابن مهاجر : بل عصيت ربّك وأطعت إمامك في هلاك نفسك
وكسبت العار والنار وبئس الإمام إمامك ، قال الله عزّ وجلّ : (وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى
النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لاَ يُنْصَرُونَ)[١]
فإمامك منهم [٢].
وهذه العبارة تدلّ بصراحة على أنّ أبا
الشعثاء كان مع الحسين عليهالسلام
قبل الواقعة ، ولا يمكن غير ذلك ، لأنّ أبا الشعثاء مع كونه بطلاً ورامياً حاذقاً فهو عالم
ومحدّث كما نقل في منتهى الآمال ذلك من كتاب القاموس .. [٣].
وصرّح العلّامة السماوي بهذا أيضاً في
إبصار العين ، فقال : كان يزيد رجلاً شريفاً شجاعاً فاتكاً ، خرج إلى الحسين من الكوفة من قبل أن يتّصل به الحر [٤].
إلى أن يقول : ثمّ سلّ سيفه وحمل على
الأعداء حتّى عقروا به فرسه وعند ذلك جثى بين يدي الحسين على ركبتيه ورمى بمائة سهم نحو العدو ماسقط منها خمسة .. [٥].
وذكره الصدوق وابن طاووس وجاء في زيارة
الناحية المقدّسة السلام على يزيد بن زياد بن المهاجر الكندي ، وذكر الكميت الشاعر في قصيدته فقال :
[٣] جاء في القاموس :
وصحّف عبدالملك بن مروان فقال لقوم من اليمن : ما الميل منكم؟ فقالوا يا
أمير المؤمنين ، كان ملك لنا يقال له المثل فخجل وبنو المثل قبيلة منهم
«أبو
الشعثاء يزيد الكندي .. الخ». لم يزد على غير هذا. راجع : القاموس المحيط ،
ج ٤ ص ٤٩.
[٥] العبارة في
إبصار العين كما يلي : وروى أبو مخنف أنّ أبا الشعشاء قاتل فارساً فلمّا عقرت فرسه
جثى على ركبتيه بين يدي الحسين عليهالسلام
فرمى بمائة سهم ما سقط منها خمسة وكان رامياً. (ص ١٠٢)