(مسألة 8): لا یعتبر فی نیة الإقامة قصد عدم الخروج من خطة سور البلد علی الأصح {42}، بل لو قصد حال نیتها الخروج إلی بعض بساتینها و مزارعها و نحوها من حدودها مما لا ینافی صدق اسم الإقامة فی البلد عرفا جری علیه حکم المقیم حتی إذا کان من نیته الخروج عن حدّ الترخص، بل إلی ما دون الأربعة إذا کان قاصدا للعود عن قریب بحیث لا یخرج عن صدق الإقامة فی ذلک المکان عرفا، کما إذا کان من نیته الخروج نهارا و الرجوع قبل اللیل {43}.
_____________________________
{42} للإطلاق، و الأصل، و العرف.
{43} لأنّ العزم علی الإقامة و قصدها و العلم بها من المبینات العرفیة و هذه کلها غیر تحقق الإقامة خارجا، و الإتمام معلق علی هذه العناوین لا علی تحقق إقامة عشرة أیام فی الخارج کما یأتی فی [مسألة 19].
و قصد إقامة عشرة أیام تارة: یکون بنحو الدقة العقلیة و هو مقطوع بخلافه، لأنّ الشرعیات غیر مبنیة علیها.
و أخری: بنحو الموضوعات العرفیة القابلة للمسامحة علی ما هو الشائع المتعارف فیها و الأدلة منزلة علیها، فلو ورد المسافر إلی النجف الأشرف و قصد إقامة عشرة أیام فیها و کان بناؤه حین القصد الذهاب إلی الکوفة و البقاء هناک یوما، فإذا رجع إلی أهله و وطنه یصح له أن یقول قصدت الإقامة فی النجف عشرة أیام، فکیف بما إذا کان الذهاب إلی الکوفة و البقاء هناک بقدر نصف یوم- مثلا- و هذا المقدار من الصدق یکفی فی شمول الأدلة له.
إن قیل: فعلی هذا یکون لنفس قصد الإقامة موضوعیة خاصة لا أن یکون طریقا إلی ما یقع منها فی الخارج.