[ (مسألة 2): لا یجوز قراءة ما یفوت الوقت بقراءته من السور الطوال]
(مسألة 2): لا یجوز قراءة ما یفوت الوقت بقراءته من السور الطوال {16}، _____________________________ {16}
علی المشهور، بل ظاهرهم عدم الخلاف فیه إلّا عن بعض المتأخرین و استدل
علیه أولا: بقول أبی عبد اللّه علیه السّلام: «لا تقرأ فی الفجر شیئا من آل
حم» [1]. و عنه علیه السلام أیضا: «من قرأ شیئا من آل حم فی صلاة الفجر فاته الوقت» [2]. فیستفاد
منهما عدم جواز قراءة ما یوجب تفویت الوقت. و فیه: مضافا إلی قصور سندهما
قصور دلالتهما أیضا، لأنّ الحرمة المستفادة منهما إما نفسیة أو وضعیة بمعنی
المانعیة، أو إرشادیة محضة إلی عدم جواز تفویت الوقت، و الظاهر منهما هو
الأخیر خصوصا الخبر الثانی، فیصیر من صغریات مسألة الضد و قد تقرر فی محلّه
أنّ الأمر بالشیء لا یقتضی النهی عن ضده، فلا تصیر الصلاة مبغوضة حتّی
تکون باطلة، و لکن یمکن استفادة المانعیة- کما هو ظاهر الفقهاء- من مثل هذه
الأخبار، مع أنّه لم یستشکل علی الخبرین من هذه الجهة و مناسبة الحکم و
الموضوع تشهد لها أیضا. و ثانیا: بأنّها من الزیادة المبطلة. و فیه: منع
صدق الزیادة علیها و لا أقلّ من الشک فی ذلک فلا یصح التمسک بإطلاق دلیل
الزیادة حینئذ. و ثالثا: بأنّه من التشریع المبطل. و فیه: أنّه یتم فیما
إذا قصد خصوص الأدائیة و لم یدرک رکعة من الوقت لا فیما إذا أدرک رکعة منه
أو قصد أصل الصلاة و لم یقصد الأدائیة. و رابعا: بالإجماع. و فیه:
الإشکال المعروف من عدم الاعتماد علی الإجماع المنقول، و لکن یمکن أن یقال:
إنّ ظهور التسالم علیه بین القدماء و ورود النص المعمول عندهم، بل و
استنکار المصلّین لذلک یکشف عن عدم
[1] الوسائل باب: 44 من أبواب القراءة فی الصلاة حدیث: 2. [2] الوسائل باب: 44 من أبواب القراءة فی الصلاة حدیث: 1.