[ (فصل) ینبغی للمصلّی- بعد إحراز شرائط صحة الصلاة و رفع موانعها السعی فی تحصیل شرائط قبولها]
(فصل) ینبغی للمصلّی- بعد إحراز شرائط صحة الصلاة و رفع موانعها- السعی فی تحصیل شرائط قبولها {1}. (فصل) _____________________________ {1} لا بأس بالإشارة إلی أمور: الأول:
لا ریب فی أنّ الإنسان مرکب من أمرین: روح و قوی روحانیة تکون من عالم
الغیب و الروحانیین، و جسم و قوی جسمانیة تکون من عالم الأجسام فالتأما
برهة من الزمن لمصالح کثیرة، فکما أنّ للجسم و القوی الجسمانیة حوادث و
آفات و أمراضا، کذلک للروح و القوی الروحانیة أیضا، بل أمراضها أکثر بمراتب
من أمراض الجسم، لوقوعها بین جندین عظیمین من جنود الرحمن و جنود الشیطان،
تدعوها الأولی إلی التقرب إلی اللّه تعالی و التخلق بأخلاقه و امتثال
أوامره و اجتناب نواهیه و السعادة الأبدیة، و تحرضها الثانیة علی الفساد و
الإفساد و الشقاوة الدائمیة، فتکون الروح الإنسانیة لکمال أهمیة معرکة
الحرب العجیبة بین الجندین العظیمین دائما. فکما أنّ للأمراض الجسمانیة
أطباء و أدویة خاصة، للأمراض الروحانیة أیضا أطباء، أعنی الأنبیاء و
المعصومین و العلماء العاملین المبلّغین عنهم علیهم السلام، و أدویة خاصة
أهمها العبادات بأنحائها المختلفة، و من أهمّ تلک العبادات و أفضلها الصلاة
بشروطها، فهی أحسن درجات سعادة الإنسان و أکملها حتّی لقد اشتهر أنّ
الصلاة معراج المؤمن. فکما أنّ معراج الأنبیاء و المرسلین الانقطاع عن
العلائق بالکلیة، و التوجه إلی ربّ الخلائق من کلّ جهة، فیفیض علیهم ربّهم
ما یغنیهم عما سواه من