..... _____________________________ الرابع: ما عن موضع من التهذیب فی موثق زرارة المتقدم: «ثمَّ مسح بهما جبهته و کفیه مرة واحدة» [1]. و
یمکن حملها علی ما یعم الجبینین، لشیوع إطلاق کلّ من الجبهة و الجبین علی
ما یعم الآخر کقوله علیه السّلام: «لا صلاة لمن لم یصب أنفه ما یصیب جبینه»
[2]. فلا یکون قسما ثالثا، مع أنّه قد روی هذا الموثق فی الکافی و فی
موضع آخر من التهذیب عن طریق محمد بن یعقوب هکذا: «ثمَّ مسح بها جبینه»
فیکون من القسم الثالث من الأخبار التی هی موافقة للکتاب الکریم، قال
تعالی: فَامْسَحُوا بِوُجُوهِکُمْ وَ أَیْدِیکُمْ مِنْهُ [3]. قال أبو جعفر علیه السّلام فی تفسیر الآیة المبارکة فی صحیحة زرارة: «فلما أن وضع الوضوء عمن لم یجد الماء أثبت بعض الغسل مسحا، لأنّه قال: بِوُجُوهِکُمْ ثمَّ وصل بها وَ أَیْدِیکُمْ مِنْهُ أی من ذلک التیمم- الحدیث-» [4]. فلا
بدّ من حمل القسم الأول من الأخبار علی الثانی لموافقته للکتاب و تفسیر
الإمام علیه السّلام، مع أنّ ذکر الکلّ و إرادة البعض عند ذکر المسح و
المسّ و نحوهما شائع، فیقال- مثلا- مسح المصحف الکریم تبرکا، و مسح رأس
الیتیم تلطفا، و معلوم أنّه لا یعتبر وقوع المسح علی جمیع الممسوح فی صدق
المسح فی هذه الموارد. مع أنّه قد وقع إطلاق الوجه علی الجبهة فی الأخبار،
ففی صحیح أبی بصیر: «إنّی أحب أن أضع وجهی موضع قدمی» [5]. و بالجملة: حمل القسم الأول من الأخبار علی القسم الثانی من الحمل [1] الوسائل باب: 11 من أبواب التیمم حدیث: 3. [2] الوسائل باب: 4 من أبواب السجود حدیث: 7. [3] سورة المائدة الآیة: 6. [4] الوسائل باب: 13 من أبواب التیمم حدیث: 1. [5] الوسائل باب: 11 من أبواب السجود حدیث: 2.