(مسألة 20): لو ادّعی اثنان لقیطا {44}، فإن قتله أحدهما قبل القرعة فلا
قود {45}، و لو قتلاه معا فالأرجح الرجوع إلی القرعة {46}، و لو ادعیاه
ثمَّ رجع أحدهما و قتلاه توجه القصاص علی الراجع {47}، لکن بعد ردّ ما یفضل
عن جنایته {48}، _____________________________ عبیدة قال: «سألت أبا جعفر علیه السّلام عن رجل قتل أمه؟ قال: یقتل بها صاغرا، و لا أظن قتله بها کفارة له، و لا یرثها» [1]. {44} بأن ادعی کل واحد منهما أنه ولده و هو والده، و انحصر طریق التعیین بالقرعة. {45} لاحتمال أبوه القاتل، فلا یتحقق مورد القود، و هو إحراز عدم الأبوة بوجه معتبر شرعا، فتثبت الشبهة الدارئة عن الحدّ. إن قیل: یعین مورد القصاص بالقرعة لتعیین الأبوة، فإن خرجت اسم القاتل أنه لیس بأب یقتل حینئذ، لئلا: «یبطل دم امرئ مسلم» [2]. یقال: الشک فی شمول دلیل القرعة لمثل الفرض، یکفی لعدم صحة التمسک به. {46}
للعلم الإجمالی بتعلق حق القصاص بأحدهما، و عدم جواز طل دم امرئ مسلم، و
عموم دلیل القرعة لکل مشکل، و الاحتیاط فی التهجم علی الدماء، فمقتضی عموم
أدلة القصاص الرجوع إلی القرعة و العمل بها. {47} لانتفائه عنه برجوعه عن دعواه، فیکون المقتضی للقصاص بالنسبة إلیه موجودا، و المانع عنه مفقودا، فتشمله عمومات القصاص لا محالة. {48} لفرض أن القتل وقع بالشرکة منه و من غیره، و لا بد فی القصاص من التساوی و التوازن.
[1] الوسائل: باب 32 من أبواب القصاص فی النفس الحدیث: 5. [2] الوسائل: باب 4 من أبواب العاقلة: 1.