کتاب القصاص _____________________________ و هو من قص إذا تبع،
فکأن المجنی علیه أو ولیه یتبع أثر الجانی، بأن یفعل به مثل فعله من الضرب
أو الجرح أو القتل. و هو من الأمور النظامیة بین جمیع الطوائف و الأمم علی
اختلاف فی خصوصیات الأمور و الاختصاص له بالإنسان، بل هو مرتکز فی الجملة
فی نفوس الحیوان. و شرعیته ثابتة بالأدلة الأربعة، فمن الکتاب آیات منها
قوله تعالی وَ لَکُمْ فِی الْقِصٰاصِ حَیٰاةٌ یٰا أُولِی الْأَلْبٰابِ [1]،
و من السنة المتواترة بین المسلمین التی تأتی الإشارة إلی بعضها، و من
الإجماع إجماع المسلمین بل العقلاء. و من العقل حکمه البتی بحسن جزاء الظلم
بمثله، فالآیات الکریمة مثل قوله تعالی فَمَنِ اعْتَدیٰ عَلَیْکُمْ
فَاعْتَدُوا عَلَیْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدیٰ عَلَیْکُمْ [2]، و قوله تعالی
أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَ الْعَیْنَ بِالْعَیْنِ وَ الْأَنْفَ
بِالْأَنْفِ وَ الْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَ السِّنَّ بِالسِّنِّ وَ
الْجُرُوحَ قِصٰاصٌ [3]، إرشاد إلی حکم العقل و ذکرنا فی التفسیر ما یتعلق
بذلک تفصیلا [4].
[1] سورة البقرة الآیة: 179 و 194. [2] سورة البقرة الآیة: 179 و 194. [3] سورة المائدة الآیة: 45. [4] راجع الجزء الثانی من مواهب الرحمن صفحة: 392- 410. طبعة النجف الأشرف.