المستقرض المال المقترض إلا بعد القبض {19}، و لا یتوقف علی التصرف {20}. _____________________________ من
جواز اقتراض الخبز و الجوز [1]، و الأداء منهما و فیهما الصغیر و الکبیر
الکاشف ذلک عن التسامح فی القرض فی الجملة و لعل بناء القرض فی الأزمنة
القدیمة فی القری و البوادی کان علی هذا. {19} أما کون القبض شرطا للصحة
فهو من المسلمات عندهم، و تقتضیه المرتکزات بین العقلاء حیث انهم قبل
القبض لا یحکمون بصحة القرض بل یرونه لغوا و باطلا. و أما حصول الملکیة
بالقبض فللإجماع الدال علی أنه یملک بالقبض و لا یملک بمجرد القبول من دون
القبض، فهو مخالف لسائر العقود المملکة من هذه الجهة فإن فیها تحصل الملکیة
بمجرد العقد، و یدل علیه مرتکزات المقترضین فإنهم یرون أنفسهم بعد القبض
ذوی ملک حادث و سلطان علی المال المقروض و یرون التصرف فی ملکهم و مورد
سلطانهم و لا یرون التصرف مملکا ملکا حادثا مسبوقا بالعدم حتی بعد القبض. {20}
علی المشهور لما مر من حکم العرف بأن الإقراض و الاقتراض یتم بالقبض و
التصرف شیء خارج عن حقیقته واقع فی ملک المقترض فإن دل دلیل علی اعتباره
فی حصول الملکیة نقول به، و إلا فالعرف هو المحکم و الأدلة الشرعیة منزلة
علیه. و تدل علیه أیضا إطلاق النصوص الدالة علی أن زکاة مال القرض علی
المقترض [2]، فإنه لو لم یملکه بمجرد القبض لا وجه لهذا الإطلاق، و لا بد و
أن یشیر فیها إلی اعتبار التصرف فی وجوبها أیضا بعد القبض. [1] الوسائل باب: 21 من أبواب الدین و القرض. [2] الوسائل باب: 7 من أبواب من تجب علیه الزکاة.