(مسألة 30): فی جواز استیجار صاحب الجبیرة إشکال {75} بل لا یبعد انفساخ
الإجارة إذا طرأ العذر فی أثناء المدة مع ضیق الوقت عن الإتمام و اشتراط
المباشرة {76}، بل إتیان قضاء الصلوات عن نفسه لا یخلو عن إشکال {77} مع
کون العذر مرجو الزوال، و کذا یشکل کفایة تبرعه عن الغیر. _____________________________ المثال
و الغالب لا لخصوصیة فیهما، فالمناط کله الطهارة من الحدث، و تقتضیه سهولة
الشریعة المقدسة، و إطلاق خبر الأسدی: «سألت أبا عبد اللّٰه علیه السلام
عن الرجل إذا کان کسیرا کیف یصنع بالصلاة؟ قال علیه السلام: «إن کان یتخوف علی نفسه، فلیمسح علی جبائره و لیصل» [1]. فجعل المناط صحة الدخول فی الصلاة، و هو یشمل الطهارة الترابیة و قرره الإمام علیه السلام. {75}
منشأه أنّ التکالیف العذریة تکون مجزیة مطلقا حتّی بالنسبة إلی الغیر، أو
أنّها مجزیة بالنسبة إلی خصوص ذی العذر فقط، مقتضی الإطلاقات و سهولة الشرع
و امتنانه علی أمته هو الأول، و مقتضی الانصراف و الجمود و قاعدة الاشتغال
بالنسبة إلی المنوب عنه هو الثانی، و یأتی منه رحمه اللّٰه فی [مسألة 12]
من فصل: صلاة الاستیجار الفتوی بعدم الجواز. {76} إن کان اعتبار
المباشرة بنحو وحدة المطلوب تبطل الإجازة، لعدم القدرة الشرعیة علی
متعلقها. و إن کان بنحو تعدد المطلوب یثبت الخیار، و یأتی منه رحمه اللّٰه
الفتوی بالبطلان فی المسألة المذکورة. {77} منشأ الإشکال أنّ إطلاقات
أدلة الجبائر تشمل مورد رجاء زوال العذر، أو تختص بما إذا لم یرج الزوال، و
الظاهر أنّ المنصرف منها هو الثانی. و مع الشک، فالمرجع أصالة عدم فراغ
الذمة، إذ لا یصح التمسک بالأدلة اللفظیة حینئذ، لکونها تمسکا بالدلیل مع
الشک فی موضوعه. و الکلام فی تبرع ذوی الأعذار