و لا یجوز
استرجاعه حینئذ و إن کانت العین باقیة {1}. و أما إذا کان علی وجه التقیید
فیجوز {2}. کما یجوز نیّتها مجدّدا، مع بقاء العین أو تلفها إذا کان ضامنا،
بأن کان عالما باشتباه الدافع و تقییده.[الثالث: العاملون علیها]
الثالث: العاملون علیها {3}، و هم المنصوبون من قبل الإمام علیه السلام
أو نائبه الخاص أو العام {4}، لأخذ الزکوات و ضبطها و حسابها و إیصالها
إلیه أو إلی الفقراء، علی حسب إذنه {5}، فإنّ العامل یستحق منها _____________________________ {1} لأنّه حینئذ من الصدقة الصحیحة و قد تملکها الآخذ بالقبض و لا یصح الرجوع فی الصدقة بعد القبض کما یأتی. {2}
تقدم أنّ قصد التقیید لا یوجب الفساد إلا إذا رجع إلی عدم قصد الامتثال لو
التفت، فیجوز الرجوع حینئذ مع بقاء العین، کما یجوز تجدید النیة مع تحقق
الشرائط، و مع التلف یضمن إلا مع الغرور و قد تقدم الوجه فی ذلک کله. {3} للکتاب المبین و المتواترة من نصوص المعصومین- کما یأتی- و إجماع المسلمین. {4}
الأول هو الذی جعله لخصوص جبایة الزکاة- مثلا- و الثانی من جعله لمصالح
المسلمین التی منها جبایة الزکاة. و للخصوص و العموم مراتب کثیرة تدور مدار
کیفیة الجعل و سعة الولایة و ضیقها. {5} العامل علی شیء من المعانی
المبینة المتعارفة لدی الناس، فکل من صدق علیه عند العرف أنّه عامل علی
الزکاة یکون له سهما منها من غیر اختصاص بعمل خاص و شأن مخصوص. و لعل ما فی
تفسیر القمی من تفسیر الْعٰامِلِینَ عَلَیْهٰا: «هم السعاة و الجباة فی
أخذها و جمعها و حفظها حتی یؤدوها إلی من یقسمها» [1] الظاهر فی خروج
المقسّم عن العاملین من باب الغالب فی زمان قصور الید، حیث إنّ المقسم کأحد
من الفقراء و کان له من سهم الفقراء حینئذ، مع أنّ إرسال الخبر یمنع عن
الاعتماد علیه فی مقابل الإطلاقات المعتضدة بالفهم العرفی.
[1] الوسائل باب: 1 من أبواب مستحقی الزکاة حدیث: 7.