بعد الانتباه، بل و الثالث و إن کان الأحوط فیها أیضا ذلک، خصوصا الثالث {4}. و لا فرق أیضا فی وجوبها بین العالم و الجاهل، المقصّر _____________________________ و
أما الحقنة بالمائع فقد مرّ ما یتعلق بالإفطار بها. و نسب إلی أبی حمزة، و
صاحب الغنیة وجوب القضاء لها خاصة دون الکفارة، و حکی فی المختلف عن السید
الإجماع علی عدم وجوبها. و فیه: أنّ ظاهر العمومات و الإطلاقات وجوبها لکلّ مفطر، و لم یثبت إجماع علی الخلاف یصح الاعتماد علیه. و
أما القیء فالمشهور عدم وجوب الکفارة به، لقول الصادق (علیه السلام) فی
موثق مسعدة بن صدقة: «من تقیّأ متعمّدا فقد أفطر و علیه الإعادة فإن شاء
اللّٰه تعالی عذّبه و إن شاء غفر له» [1]، و عن الخلاف دعوی الإجماع أیضا
علی نفیها. و فیه: أنّ دعوی الإجماع و الشهرة لا وجه له، لاستنادهما إلی
الموثق، و خلوّ الأخبار الواردة فی القیء عن الکفارة، و الموثق قاصر
دلالة عن إثبات عدم وجوبها، لأنّ الکفارة لیست علة تامة منحصرة لسقوط
العقاب و إنّما هی مقتضیة له و المشیة باقیة بعدها، لإطلاق قوله (علیه
السلام) «یعذب من یشاء و یغفر لمن یشاء» مع أنّ للعذاب مراتب کثیرة یمکن
سقوط بعض مراتبها بالکفارة، و تعلق بعض مراتبها الأخری علی المشیة. و أما
خلوّ ما ورد فی مفطریة القیء عن ذکر الکفارة، فلا وجه للاعتماد علیه لذکر
الکفارة فیما تقدّم من صحیح ابن سنان الشامل للقیء أیضا [2]. {4} تقدم ما یتعلق بذلک فراجع [مسألة 56] من (فصل ما یجب الإمساک عنه). [1] الوسائل باب: 29 من أبواب ما یمسک عنه الصائم حدیث: 6. [2] الوسائل باب: 8 من أبواب ما یمسک عنه الصائم حدیث: 1.