..... _____________________________ الظاهر
أنّ المراد بقوله علیه السلام: «لا یکفیه لغسله ..» عدم الکفایة علی ما هو
المتعارف من الصب علی الأعضاء، و ذهاب الغسالة هدرا، لا ما إذا اجتمعت
الغسالة و اغتسل منها أیضا، فإنّ الصحیحة کالصریحة فی کفایة الماء حینئذ،
صدرا و ذیلا، فیکون قوله علیه السلام: «یجزیه» دلیلا علی جواز الاغتسال
بغسالة غسل الجنابة. و استدل أیضا بصحیح ابن مسلم: «قلت لأبی عبد اللّه علیه السلام: الحمام
یغتسل فیه الجنب و غیره: أغتسل من مائه؟ قال: نعم، لا بأس أن یغتسل منه
الجنب، و لقد اغتسلت فیه، و جئت فغسلت رجلی و ما غسلتهما إلا بما لزق بهما
من التراب» [1]. و فیه: إنّ الاغتسال فی الحمام و من مائه، أعم من أن
یکون بغسالة غسل الجنابة، کما هو أوضح من أن یخفی. و قد استدل أیضا بأخبار
أخری ظاهرة الخدشة من شاء العثور علیها، فلیراجع الحدائق و غیره من
المطولات. و نسب إلی جمع منهم الصدوقان و ابن حمزة و البراج (قدّس اللّه سرّهم): المنع عن استعماله فی رفع الحدث، لقاعدة الاشتغال. و فیه: أنّها محکومة بالعمومات، مع أنّ الشک فی أصل الشرطیة، فالمرجع البراءة. و بجملة من الأخبار: منها:
خبر ابن سنان، عن الصادق علیه السلام: «لا بأس بالوضوء بالماء المستعمل،
فقال علیه السلام: الماء الذی یغسل به الثوب، أو یغتسل به الرجل من
الجنابة، لا یجوز أن یتوضأ منه و أشباهه، و أما الذی یتوضأ الرجل به فیغسل
به وجهه و یده فی شیء نظیف، فلا بأس أن یأخذ غیره و یتوضأ به» [2]. و
نوقش فیه أولا: بضعف السند لأحمد بن هلال. و یمکن دفعه: بأنّ المناط الوثوق
بالصدور. و قد ذکر شیخنا الأنصاری رحمه اللّه قرائن تدل علیه، و لذا اعتمد
الوحید البهبهانی رحمه اللّه علیه. [1] الوسائل باب: 9 من أبواب الماء المضاف حدیث: 3. [2] الوسائل باب: 9 من أبواب الماء المضاف حدیث: 13.