لكن الشيخين ومن تبعهما فسّروه بالعراقي [١] ، لأنّ المرسل
عراقي [٢] ، وليس إرساله إلّا عن مشايخه وهم عراقيّون. والمعصوم عليهالسلام كان عارفا باصطلاح البلدان سيّما العراق ، فكلامه على
اصطلاح الراوي أنسب ، ولذا في أكثر الأخبار : إنّ الصاع تسعة أرطال [٣] ، ولأنّه أوفق
بتقدير المساحة وأقرب إليه.
ولصحيحة ابن
مسلم عن الصادق عليهالسلام قال : «الكرّ ستمائة رطل» [٤] وبأنّ المراد
بالرطل ، المكّيّ ، وهو ضعف العراقي.
ويقرّ به أنّ
ابن أبي عمير روى عن ابن المغيرة يرفعه إلى الصادق عليهالسلام قال : «الكرّ ستمائة رطل» [٥].
وصحيحة ابن
مسلم المذكورة ، وهي عن ابن المغيرة ، عن الخزّاز ، عن ابن مسلم ، فربّما يظهر كون
الروايتين واحدة ، وأنّها هي المشهورة المذكورة ، فإنّ ابن مسلم سأل الصادق عليهالسلام في مكّة ، فأجابه عليهالسلام على اصطلاح مكّة ، وكان ذلك معهودا معروفا من الراوي ،
ولذا ربّما عبّر بستّمائة ، وربّما عبر بألف ومائتي رطل نقلا بالمعنى على اصطلاح
العراقي.
وممّا يعيّن
ذلك موافقته لرواية الأشبار الثلاث [٦] ، وستعرف كونها صحيحة وكونها أقوى من رواية أبي بصير [٧] وأرجح ، بحيث
يتعيّن الفتوى بها.