والحدّ الثاني
: ذكره أيضا أهل اللغة ، وأكثرهم اقتصر عليه [١].
ولعلّ الحدّين
مآلهما واحد ، إلّا أنّ الثاني فيه إجمال ، وإن ضبط ذلك بأنّ يتميّز الفارس عن
الراجل للمبصر المتوسّط في الأرض المستوي ، إذ لا تأمّل في أنّه بعد لا يخلو عن
إجمال وعدم انضباط تامّ.
ولعلّ لذلك
اختار المشهور الأوّل ، والفقهاء أكثرهم اقتصر عليه [٢] ، وظاهر
المحقّق أيضا أنّ تعويله على الأوّل أزيد حيث قدمه ، وقال : تعويلا على المشهور
بين الناس.
ولا شبهة في
أنّ هذا أقوى وأضبط ، سيّما على القول بتقديم العرف على اللغة عند التعارض ، بل
على القول بتقديم اللغة أيضا ، لأنّ أهل اللغة أيضا ذكروا الأوّل ، فصار متّفقا
عليه بين أهل العرف واللغة ، مضافا إلى الأضبطيّة ، بل الضبط ، لأنّ ما ذكر في
الثاني لم يظهر بعد وجهه ، ومع ذلك لا ينفع ، لعدم الإخراج عن الإجمال بالمرّة.
وأمّا ما ذكر
في الروايتين اللتين ذكرهما [٣] ، فمع ضعف السند لا يمكن الاحتجاج بهما ، لما حقّق من
اشتراط العدالة ، أو ما يجبر ضعف السند ، حتّى يتحقّق التبيّن ، ولم يوجد جابر ،
بل المخالفة لفتوى الفقهاء تجعلهما شاذّتين ، لا يجوز العمل بهما عقلا ونقلا.
هذا ، مضافا
إلى المخالفة بينهما وعدم ظهور قائل بمضمونهما ، وعدم معلوميّة المراد من الذراع
المذكور فيهما ، لأنّ الذراع الهاشمي ، والذراع المكسر ، وذراع