ما ساعة الغفلة؟ قال صلىاللهعليهوآله : «ما بين المغرب والعشاء» [١].
وربّما يظهر من
هذه الرواية أنّ نافلة المغرب أيضا من جملة الغفلة ، فتأمّل جدّا! لكن ابن طاوس رحمهالله في كتاب «فلاح السائل» بعد ما روى هذه الرواية بإسناده
عن هشام بن سالم ، وذكر ما ذكرناه عن الشيخ ، قال : فإنّ النبي صلىاللهعليهوآله قال : «لا تتركوا ركعتي الغفيلة وهما بين العشاءين» [٢].
فظهر منه أنّها
بخصوصها صلاة الغفيلة ، والله يعلم.
ثمّ اعلم! أنّ
ما ورد من «أن تارك الفريضة كافر» [٣] ، ليس المراد الكفر الحقيقي بمجرّد الترك بإجماع الشيعة
، فلذا يحمل أمثال هذه الروايات على الترك مستحلا ، لأنّ وجوبها ضروري الدين ، أو
أنّ المراد الكفر المجازي المشابه للحقيقي في شدّة العقاب في الجملة ، وأمثال ذلك.
وبالأمرين
المذكورين وجّهوا [٤] ما ورد من كفر تارك الزكاة والحجّ وغير ذلك [٥].
لكن التوجيهين
ربّما لا يتمشّيان في المقام ، لأنّ المراد إن كان الترك مستحلّا ، فكذا الحال في
النافلة التي استحبابها ضروريّ ، والتي ليست بضروريّة ، وإنكارها لعدم الثبوت على
المنكر جزما ، أو ظاهرا أو احتمالا ، فلا معصية في تركها البتة.
[١]تهذيب الأحكام :
٢ / ٢٤٣ الحديث ٩٦٣ ، من لا يحضره الفقيه : ١ / ٣٥٧ الحديث ١٥٦٤ ، علل الشرائع :
٣٤٣ الحديث ١ ، معاني الأخبار : ٢٦٥ الحديث ١ ، وسائل الشيعة : ٨ / ١٢٠ الحديث
١٠٢١٦.