ولعلّ قوله عليهالسلام : «تقنت». إلى آخره ، لأجل صلاة الجمعة لا هذه ، وعلى
تقدير كون المراد هذه ، فدفع توهّم حاصل من قوله : «كما يصنعون يوم الجمعة» ، إذ
ورد في الأخبار الكثيرة أنّ القنوت في الجمعة في الركعة الاولى [١] ، فتوهّم في
هذه الصلاة أيضا كذلك ، فدفعه بأنّه يقنت في الركعة الثانية أيضا ، لأنّ فيها قنوت
موظّف معروف ، كما ستعرف ، فتأمّل!
والظاهر من هذه
الصحيحة كون العدد المعتبر هنا ، هو العدد المعتبر في الجمعة.
وورد في صلاة
الجمعة أيضا ـ في الصحيح ـ عن الصادق عليهالسلام أنّه قال : «أدنى ما يجزي في الجمعة سبعة أو خمسة أدناه»
[٢] ، وبيّنا في بحث الجمعة أنّ المراد في هذا الخبر أنّ كلّ واحد من العددين
شرط ، السبعة شرط في الوجوب العيني ، والخمسة في الوجوب التخييري [٣].
فالظاهر من هذه
الصحيحة أنّ الأمر هنا أيضا مثل الجمعة ، وإلّا فلا وجه للتعبير بهذه العبارة هنا
أيضا ، ففيها إشارة إلى ما أشار عليهالسلام في الجمعة إليه على ما بيناه في الجمعة ، فلاحظ.
ونقل عن ابن
أبي عقيل أنّه ذهب إلى اشتراط السبعة هنا مع اكتفائه بالخمسة في الجمعة ، وقال :
لو كان إلى القياس ، لكان جميعا سواء ، لكنّه تعبّد من الخالق سبحانه [٤].
[١]لاحظ! وسائل
الشيعة : ٦ / ٢٧٠ الباب ٥ من أبواب القنوت.
[٢]الكافي : ٣ /
٤١٩ الحديث ٥ ، تهذيب الأحكام : ٣ / ٢١ الحديث ٧٦ ، الاستبصار : ١ / ٤١٩ الحديث
١٦٠٩ ، وسائل الشيعة : ٧ / ٣٠٣ الحديث ٩٤١٢.
[٣] راجع! الصفحة :
٣١٠ و ٣١١ (المجلّد الأوّل) من هذا الكتاب.