وربّما كان
مستندهما صحيحة العيص بن القاسم ، عن الصادق عليهالسلام قال : «لا يزال المسافر مقصّرا حتّى يدخل أهله» [١].
وموثّقة إسحاق
بن عمّار ، عن الكاظم عليهالسلام : أنّه سأله عن الرجل يكون مسافرا ثمّ يقدم فيدخل بيوت
الكوفة أيتمّ الصلاة أم يكون مقصّرا حتّى يدخل أهله؟ قال : «بل يكون مقصّرا حتّى
يدخل بيته» [٢].
وأجاب عنهما في
«المختلف» بأنّ المراد الوصول إلى موضع يسمع الأذان أو يرى الجدران ، فإنّ من دخل
هذا الحدّ خرج عن حكم المسافر [٣].
وفيه إشارة إلى
ما ذكرنا ، من أنّ من لم يتوار عن وطنه يكون حاضرا فيه غير غائب عنه.
ويؤيّده أيضا
أنّه ورد في غير واحد من الأخبار ، أنّ المسافر يقصّر إذا خرج عن بيته [٤]. مع أنّ
المراد ليس مجرّد الخروج عن مجرّد البيت جزما ، بل المتداول عندنا في المحاورات
أيضا كذلك.
مع أنّك عرفت
أنّ صحيحة ابن سنان [٥] حجّتهم في الذهاب ، فكيف يتأتّى التفكيك بين الذهاب
والإياب؟
مع أنّه متعارف
أيضا التسامح في التعبير كذلك ، كما هو غير خفي.
[١]تهذيب الأحكام :
٣ / ٢٢٢ الحديث ٥٥٦ ، الاستبصار : ١ / ٢٤٢ الحديث ٨٦٤ ، وسائل الشيعة : ٨ / ٤٧٥
الحديث ١١٢٠٧.
[٢]الكافي : ٣ /
٤٣٤ الحديث ٥ ، من لا يحضره الفقيه : ١ / ٢٨٤ الحديث ١٢٩١ ، تهذيب الأحكام : ٣ /
٢٢٢ الحديث ٥٥٥ ، الاستبصار : ١ / ٢٤٢ الحديث ٨٦٣ ، وسائل الشيعة : ٨ / ٤٧٤ الحديث
١١٢٠٦.