نام کتاب : من هو الصدّيق ؟ ومن هي الصدّيقة ؟ نویسنده : الشهرستاني، السيد علي جلد : 1 صفحه : 61
والأولياء والصالحين وأدوارهم
المعنوية ، مدَّعين أنّ هؤلاء لا يمكنهم الاتصال بعالم الدنيا بعد فناء
أجسادهم جرياً مع الظواهر الطبيعية التي عرفوها في الحياة المادية
الدنيوية وما اعتادوا على فهمه في الجاهلية ؟
فلو كان هؤلاء قد عرفوا قوله تعالى : (
كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ )[١]
حق معرفته لعرفوا مقامات أولئك المصطفين وما منحهم رب العالمين من مكانة ،
ولَمَا شكّكوا ولما قالوا جزافاً. فإبليس مع طغيانه يخاطب رب العزة بأنه
سيجدّ ويسعى لإضلال أبناء آدم ، لكنه لا يقدر على فئة منهم لقوله : ( لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا
قَلِيلًا )[٢] أو قوله : (
فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ). [٣]
وعليه فالوقوف على أسرار عالم الغيب
يجعلنا نفهم وندرك الأمُور بعمق أكثر مما نحن فيه ، ونحن ـ والحق يقال ـ لا
ندرك كنه مقام النبي وفاطمة والأئمة عليهم السلام ؛ لأن عالمهم الغيبي
أسمى من عالمنا بكثير ؛ ولأنّ أبعاد ذلك العالم وصلاحياته وذاتياته مجهولة
لكثير منا ، فلا يمكن للذين يفكرون تفكيراً مادّياً وحسياً كالوهابية اليوم
أن يعرفوا كيف يكون الرسول شهيداً علينا وبعد أربعة عشر قرناً ؟ وذلك في
قوله تعالى : ( وَكَذَٰلِكَ
جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ) ، [٤]
وقوله تعالى : ( وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ
إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ