نام کتاب : من هو الصدّيق ؟ ومن هي الصدّيقة ؟ نویسنده : الشهرستاني، السيد علي جلد : 1 صفحه : 60
قال : لأنك رددت شهادة الله لها
بالطهارة وقبلت شهادة الناس عليها ، كما رددت حكم الله وحكم رسوله أن جعل
لها فدكاً قد قبضته في حياته ، ثم قبلت شهادة أعرابي ـ بائل على عقبيه ـ
عليها ، وأخذت منها فدكاً وزعمت أنه فيءٌ للمسلمين ، وقد قال رسول الله : (
البينة على المدَّعي ، واليمين على المدّعَى
عليه ) ، فرددتَ قول رسول الله : ( البينة على من ادعى واليمين على من ادعي
عليه ).
الغيب والمادة
ومن المعلوم بأن المشركين والجاهليين
كانوا يعيشون في إطار أفكار خاصة بهم ، فتراهم يعترضون على النبي لعدم
إدراكهم كنه الرسالة وما أتى به الرسول ، فكانوا يقولون : لِمَ لا يكون
للنبي ملك عظيم ، أو ذَهَبٌ كثير ، وكيف يحيي الله الموتى ، وكيف يبعثون
بعد الموت ؟ وكيف وكيف ... ؟
إنها كانت أسئلة المشركين ، وغالبها
ترجع إلى أمور مادية محسوسة لا ترتبط بالغيب ، في حين أن الله أراد من المؤمنين أن يؤمنوا بالغيب ، فلا يتعاملوا مع
القضايا تعاملاً مادياً بعيداً عن الغيب.
هذا وإن المصادر قد تناقلت عن أبي بكر
أنه تعامل ـ في غزوة حنين ـ مع بعض المفردات الغيبيّة تعامل مادة ، فقال : (
لن نغلب اليوم من قلة ) ، فلم يرض الله ورسوله بهذه الفكرة ؛ لوجوب
الإيمان بكنه المسائل والاستعانة بمدد الغيب ، ولذلك نزل قوله تعالى ( وَيَوْمَ حُنَيْنٍ
إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ ).
[١]
هذا وقد آمن بهذه الظاهرة طائفة من
المسلمين ، فأخذوا يتعاملون مع الأمور تعاملاً حسياً مادياً ، ويأخذون الأمور بسطحيتها مشككين بمقامات الأنبياء