نام کتاب : من هو الصدّيق ؟ ومن هي الصدّيقة ؟ نویسنده : الشهرستاني، السيد علي جلد : 1 صفحه : 59
معروفون بالصدق ، ولم
يذعنوا للأهواء والتيارات ولم يتّهم واحد منهم بالوضع والكذب ، بخلاف ما
نراه عند أتباع الاتجاه الحكومي ، المتهمين بالوضع ككعب الأحبار ، ووهب بن
المنبه ، وسمرة بن جندب ، وأبي هريرة وأمثالهم.
نعم ، إن السيدة فاطمة الزهراء هي
الصادقة المصدّقة وقد كُذِّبَتْ وكُذِّب ابنُ عمها أمير المؤمنين لأُمور
سياسية ومطامع شخصية ، وإنها جاءت لتؤكد للناس على أنها ابنة رسول الله
وأنها الصادقة في قولها وفعلها ، فلا تقول ما تقول غلطاً
، ولا تفعل ما تفعل شططا وذلك بقولها :
أيها الناس ، اعلموا أني فاطمة ، وأبي
محمّد صلىاللهعليهوآله
، أقول عوداً وبدءاً ولا أقول غلطاً ولا أفعل ما أفعل شططاً ( لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ
أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ ) فان تعزّوه وتعرّفوه تجدوه أبي دون نسائكم ، وأخا ابن عمي دون رجالكم ، ولنعم المعزي إليه صلىاللهعليهوآله
، فبلّغ الرسالة صادقاً بالنذارة ... إلى آخر الخطبة.
فالقوم كانوا لا يجهلون مكانتها في
الإسلام ، بل يتجاهلونها ، وإذا أقروا بها فعلى مضض وبتدبير جديد يبعدون به
الزهراء عن مكانتها التي وضعها الله بها. ونحن لو أردنا أن نحمل فعل القوم
على أحسن محمل كان علينا أن نقول : إنهم لا يدركون عمق الرسالة والحقائق
الإلهية ، ولو تأمّلت احتجاج الإمام عليّ على أبي بكر لعرفت بأنّ الأخير لا
يعرف كنه الرسالة وما جاء به الوحي حق المعرفة ، فإنّ الإمام علياً لما
استدرجه في كون آية التطهير نزلت فيهم قال : فلو أنّ شهوداً شهدوا على
فاطمة بنت رسول الله بفاحشة ما كنت صانعاً بها ؟
قال : كنت أقيم عليها الحدّ ، كما أقيمه
على نساء المسلمين.
فقال ( علي ) : إذاً كنت عند الله من
الكافرين.
قال : ولِمَ ؟
نام کتاب : من هو الصدّيق ؟ ومن هي الصدّيقة ؟ نویسنده : الشهرستاني، السيد علي جلد : 1 صفحه : 59