نام کتاب : تنزيه الأنبياء عمّا نسب إليهم حثالة الأغبياء نویسنده : ابن خمير جلد : 1 صفحه : 50
الّذي كان يقعد
عليه لفصل القضاء بين النّاس ، وهو معنى قوله (وَأَلْقَيْنا عَلى
كُرْسِيِّهِ جَسَداً) أي جسدا مثل جسد سليمان ـ عليهالسلام ـ وبقي يخلفه على كرسيّه ويعبث ببني إسرائيل غاية العبث
بأحكام فاسدة وأوامر جائرة أربعين يوما ، حتى وجد سليمان ـ عليهالسلام ـ خاتمه في بطن حوت كان قد التقمه حين ألقاه صخر في البحر ، فلمّا فطن
الشّيطان بذلك فرّ على وجهه ، فجاء سليمان ـ عليهالسلام ـ فأخبروه بما فعل الشّيطان بعده ، فأمر الجنّ بطلبه
فجاءوا به ، فأمر أن يعمل له بيت منقوب في حجر صلد ، وجعله فيه ، وأطبق عليه بحجر آخر
، وألقاه في البحر ، فبقي فيه إلى يوم البعث.
وهذا أسلم ما
قالوه في قصّته ـ عليهالسلام ـ وزاد فيها الفجرة أنّ الشّيطان كان يقع على نساء سليمان
ـ عليهالسلام ـ. وهنّ حيّض. ولذا تفطّنوا أنّه لم يكن سليمان ، وحاشى
وكلاّ من هذه الوصمة الخسيسة أن يفعلها الله تعالى مع أنبيائه ـ عليهمالسلام ـ وكيف ، والأمّة مجمعة على أنّه ما زنت امرأة نبيّ قطّ : كانت مؤمنة أو
كافرة. وخيانة امرأة نوح وامرأة لوط ـ عليهماالسلام ـ إنّما كانت في إظهارهما الإيمان وإخفائهما الكفر لا غير.
وكلّ ما ذكروه في هذه القصّة تجوّز [١] له على أوجه سنذكرها بعد إن شاء الله تعالى ، سوى هذه
القولة الخبيثة.
وأما قصّة
التّمثال الّذي صنع لها ، وما قيل إنّه حكم لأخيها [٢] ، فيتصوّر فيها الجواز من وجهين :
أحدهما
: أن يكون صنع
التّمثال مباحا له كما كان مباحا لعيسى ـ عليهالسلام ـ قال تعالى : (وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ
الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيها فَتَكُونُ طَيْراً
بِإِذْنِي) [المائدة : ٥ /
١١٠] فصحّ من هذه الآية أنّ عيسى ـ عليهالسلام ـ كان يصوّر التّماثيل بإذن الله. وكذلك سليمان ـ عليهالسلام ـ إذا صحّ أنّها لم يحرّم عليه فعله في