نام کتاب : تنزيه الأنبياء عمّا نسب إليهم حثالة الأغبياء نویسنده : ابن خمير جلد : 1 صفحه : 51
شرعه. والأظهر فيه
أنّه لم يحرّم بدليل قوله تعالى : (يَعْمَلُونَ لَهُ ما
يَشاءُ مِنْ مَحارِيبَ وَتَماثِيلَ) [سبأ : ٣٤ / ١٣] ،
والتّماثيل قد يكون على صور الأناسيّ [١] ، قال امرؤ القيس [٢] :
ويا ربّ يوم قد
لهوت وليلة
بآنسة كأنّها
خطّ تمثال!
وأمّا إن عبدت هي
صنما من غير أن يشعر به سليمان ـ عليهالسلام ـ فلا بأس عليه في ذلك ، فإنّ الأنبياء ـ عليهمالسلام ـ عنوا بالظّواهر ، وأمر البواطن إلى الله تعالى ، وقد كان المنافقون يصلّون
خلف رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ويعبدون الأصنام في بيوتهم خفية منه جاء في الصّحيح عنه
ـ عليهالسلام ـ أنّه قال [٣] : «أمرت أن أقاتل النّاس حتّى يقولوا لا إله إلاّ الله»
الحديث ... إلى قوله : «وحسابهم على الله» يعني فيما أبطنوه.
وأمّا قولهم :
إنّها طلبت منه أن يحكم لأخيها على خصمه فقال لها : نعم ، فيجوز له أن يقولها وهو
يضمر في نفسه : إذا كان الحقّ له لا عليه ، ثم طيّب نفسها ب (نعم) لكون النّساء
تطيب أنفسهنّ بمثل هذه المشتبهات [٤] ، لضعف عقولهنّ وجهلهنّ بالحقائق ، ولا يجوز في حقّه سوى
هذا ، بدليل أنّه لو أضمر في نفسه أن يحكم له ، والحكم عليه [٥] ، لوقع في كبيرة محرّمة ، وهي أن ينوي أن يحكم بالجور ،
وحاشاه من ذلك ، وهو لا يجوز عليه ذلك كما تقدّم.
[٢] البيت لامرئ
القيس (ديوانه ٢٧) من قصيدة مشهورة أوّلها :
ألا عم صباحا أيها الطلل البالي
وهل يعمن من بات في العصر الخالي
ـ وفي اللسان : التّمثال : الصورة ،
والتّمثال : اسم للشيء المصنوع مشبّها بخلق من خلق الله.
[٣] في صحيح مسلم ١ /
٥١ وطد و ٥٣ ، صحيح البخاري ١ / ١١ ، وروايته ... «حتى يشهدوا أن لا إله إلاّ الله وأن محمّدا
رسول الله».
[٤] يعني فهمها هي من
(نعم) الموافقة المطلقة (بلا شروط) وقصده : نعم إذا كان الحقّ له ، وهذا يدخل في
الملاحن ، والمعاريض ، والكلام الذي يحتمل التّأويلين.