نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 3 صفحه : 63
ذلك عن غيرك ، وإيّاك
ومشاورة النّساء ، فانّ رأيهنّ إلى أفن وعزمهنّ إلى وهن [١] واكفف عليهنّ من أبصارهنّ بحجابك
إيّاهنّ ، فانّ شدّة الحجاب أبقى عليهنّ ، وليس خروجهنّ بأشدّ من إدخالك من لا
يوثق به عليهنّ [٢]
وإن استطعت أن لا يعرفن غيرك فافعل ، ولا تملّك المرأة من أمرها ما جاوز نفسها ، فانّ
المرأة ريحانة وليست بقهرمانة [٣]
ولا تعد بكرامتها نفسها ، ولا تطمعها فى أن تشفع بغيرها ، وإيّاك والتّغاير فى غير
موضع غيرة [٤] ، فانّ ذلك يدعو
الصّحيحة إلى السّقم ، والبريئة إلى الرّيب ، واجعل لكلّ إنسان من خدمك عملا تأخذه
به ، فانّه أحرى أن لا يتواكلوا فى خدمتك [٥] وأكرم عشيرتك فانّهم
جناحك الّذى به تطير ، وأصلك الّذى إليه تصير ، ويدك الّتى بها تصول.
[١] الأفن ـ بالفتح
وبالتحريك ـ : ضعف الرأى ، والوهن : الضعف
[٢] أى : إذا أدخلت
على النساء من لا يوثق بأمانته فكأنك أخرجتهن إلى مختلط العامة ، فأى فرق بينهما؟
[٣] القهرمان : الذى
يحكم فى الأمور ويتصرف فيها بأمره ، ولا تعد ـ بفتح فسكون ـ أى : لا تجاوز
باكرامها نفسها فتكرم غيرها بشفاعته ، أين هذه الوصية من حال الذين يصرفون النساء
فى مصالح الأمة؟ بل ومن يختص بخدمتهن كرامة لهن؟
[٤] التغاير : إظهار
الغيرة على المرأة بسوء الظن فى حالها من غير موجب