نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 3 صفحه : 59
فإنّها بضائع الموتى
[١] والعقل حفظ
التّجارب. وخير ما جرّبت ما وعظك [٢]
، بادر الفرصة قبل أن تكون غصّة. ليس كلّ طالب يصيب ، ولا كلّ غائب يؤوب ، ومن
الفساد إضاعة الزّاد [٣]
ومفسدة المعاد ، ولكلّ أمر عاقبة ، سوف يأتيك ما قدّر لك ، التّاجر مخاطر! وربّ
يسير أنمى من كثير ، ولا خير فى معين مهين [٤] ، ولا فى صديق ظنين
، ساهل الدّهر ما ذلّ لك قعوده [٥] ، ولا تخاطر بشىء
رجاء أكثر منه ، وإيّاك أن تجمح بك مطيّة اللّجاج [٦]! احمل
[١] المنى : جمع
منية ـ بضم فسكون ـ وهى ما يتمناه الشخص لنفسه ويعلل نفسه باحتمال الوصول إليه ، وهى
بضائع الموتى لأن المتجر بها يموت ولا يصل إلى شىء! فان تمنيت فاعمل لأمنيتك ، ويروى
«فانها بضائع النوكى» لجمع أنوك ، وهو الأحمق الضعيف العقل
[٢] أفضل التجربة ما
زجرت عن سيئة وحملت على حسنة ، وتلك الموعظة
[٣] زاد الصالحات والتقوى
، أو المراد إضاعة المال مع مفسدة المعاد بالاسراف فى الشهوات ، وهو أظهر
[٤] مهين : إما بفتح
الميم بمعنى حقير ، فان الحقير لا يصلح لأن يكون معينا ، أو بضمها بمعنى فاعل
الاهانة فيعينك ويهينك فيفسد ما يصلح ، والظنين ـ بالظاء ـ المتهم ، وبالضاد : البخيل
، وبهما يروى
[٥] القعود ـ بالفتح ـ من
الابل : ما يقتعده الراعى فى كل حاجته ، ويقال للبكر إلى أن يثنى ، وللفصيل. أى : ساهل
الدهر ما دام منقادا ، وخد حظك من قياده
[٦] اللجاج ـ بالفتح ـ مصدر
«لج فى الأمر يلج» بفتح لام المضارع مثل ظل يظل ، وبكسرها مثل خف يخف ـ لجاجا ولجاجة
ـ بفتح اللام فى المصدرين ـ فهو لجوج ولجوجة ، والهاء للمبالغة ، وذلك أن يتمادى
فيه ، أى : أحذرك من أن تغلبك الخصومات فلا تملك نفسك من الوقوع فى مضارها
نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 3 صفحه : 59