نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 3 صفحه : 46
النّفور ، وإنّما
قلب الحدث كالأرض الخالية : ما ألقى فيها من شىء قبلته ، فبادرتك بالأدب قبل أن
يقسو قلبك ويشتغل لبّك ، لتستقبل بجدّ رأيك من الأمر ما قد كفاك أهل التّجارب
بغيته وتجربته [١]
فتكون قد كفيت مؤونة الطّلب ، وعوفيت من علاج التّجربة ، فأتاك من ذلك ما قد كنّا
نأتيه ، واستبان لك ما ربّما أظلم علينا منه [٢]
أى بنىّ ،
إنّى ـ وإن لم أكن عمّرت عمر من كان
قبلى ـ فقد نظرت فى أعمالهم ، وفكّرت فى أخبارهم ، وسرت فى آثارهم ، حتّى عدت
كأحدهم ، بل كأنّى بما انتهى إلىّ من أمورهم قد عمّرت مع أوّلهم إلى آخرهم ، فعرفت
صفو ذلك من كدره ، ونفعه من ضرره ، فاستخلصت لك من كلّ أمر نخيله [٣] وتوخّيت لك جميله ، وصرفت عنك مجهوله ،
ورأيت ـ حيث عنانى من أمرك ما يعنى الوالد الشّفيق ، وأجمعت عليه من أدبك [٤] ـ أن يكون [٥]
[١] ليكون جد رأيك ـ
أى : محققه وثابته ـ مستعدا لقبول الحقائق التى وقف عليها أهل التجارب وكفوك طلبها
، والبغية ـ بالكسر والضم ـ : الطلبة ، والحاجة
[٢] استبان : ظهر ، إذا
انضم رأيه إلى آراء أهل التجارب فربما يظهر له ما لم يكن ظهر لهم ، فان رأيه يأتى
بأمر جديد لم يكونوا أتوا به