منك ما تستبعد ، وأنا مرقل نحوك [١] فى جحفل من المهاجرين والأنصار والتّابعين لهم بإحسان ، شديد زحامهم [٢] ، ساطع قتامهم ، متسربلين سربال الموت [٣] أحبّ اللّقاء إليهم لقاء ربّهم ، قد صحبتهم ذرّيّة بدريّة [٤] ، وسيوف هاشميّة ، قد عرفت مواقع نصالها فى أخيك وخالك وجدّك وأهلك [٥] «وَمٰا هِيَ مِنَ اَلظّٰالِمِينَ بِبَعِيدٍ»
٢٩ ـ ومن كتاب له عليه السّلام
إلى أهل البصرة
وقد كان من انتشار حبلكم وشقاقكم ما لم تغبوا عنه [٦] ، فعفوت عن مجرمكم ، ورفعت السّيف عن مدبركم ، وقبلت من مقبلكم ، فإن خطت بكم
[١] مرقل : مسرع ، والجحفل : الجيش العظيم
[٢] صفة لجحفل ، والساطع : المنتشر ، والقتام ـ بالفتح ـ : الغيار.
[٣] متسربلين : لابسين لباس الموت كأنهم فى أكفانهم.
[٤] من ذرارى أهل بدر
[٥] أخوه : حنظلة ، وخاله : الوليد بن عتبة ، وجده : عتبة بن ربيعة ، وهو جده لأمه
[٦] انتشار الحبل : تفرق طاقاته ، وانحلال فتله : مجاز عن التفرق ، و «غبا عنه جهله» :