نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 3 صفحه : 256
رجل أخلق بدنه فى
طلب ماله ، ولم تساعده المقادير على إرادته ، فخرج من الدّنيا بحسرته ، وقدم على
الآخرة بتبعته.
٤٣١ ـ وقال
عليه السلام : الرّزق رزقان : طالب ، ومطلوب ، فمن طلب الدّنيا طلبه الموت حتّى
يخرجه عنها ، ومن طلب الآخرة طلبته الدّنيا حتّى يستوفى رزقه منها.
٤٣٢ ـ وقال
عليه السلام : إنّ أولياء اللّه هم الّذين نظروا إلى باطن الدّنيا إذا نظر النّاس
إلى ظاهرها ، واشتغلوا بآجلها [١]
إذا اشتغل النّاس بعاجلها ، فأماتوا منها ما خشوا أن يميتهم [٢] ، وتركوا منها ما علموا أنّه سيتركهم ورأوا
استكثار غيرهم منها استقلالا ، ودركهم لها فوتا ، أعداء ما سالم النّاس وسلم ما
عادى النّاس [٣]!
بهم علم الكتاب وبه علموا ، وبهم قام الكتاب
حق اللّه وحق الناس
عنده يطالب به
[١] إضافة «الآجل» إلى
«الدنيا» لأنه يأتى بعدها ، أو لأنه عاقبة الأعمال فيها والمراد منه ما بعد الموت
[٢] أماتوا قوة الشهوة
والغضب التى يخشون أن تميت فضائلهم ، وتركوا اللذات العاجلة التى ستتركهم ، ورأوا
أن الكثير من هذه اللذات قليل فى جانب الأجر على تركه ، وإدراكه فوات ، لأنه يعقب
حسرات العقاب